محمد بشكار - هو الآن في الفردوس وليس بحاجة لفردوس!

تقديم:


لن أقْلِب هذه الكلمة المُدْرَجة في سلسلة (رسائل الكفران) إلى صيغة الماضي ومن تعنيه الأديب ابراهيم الحجري ما زال حاضرا بيننا، فقط للتوضيح كتبت هذه الكلمة والجريدة ماثلة للطبع بعد ظهر الأربعاء 7 يوليوز 2021، والعزيز ابراهيم ما زال بالروح لم تغادر جسدها إلا عصر نفس اليوم قيل في الساعة الرابعة والنصف، لم أكن أعلم أني كنت منغمسا في أمل كاذب لا أمل يرجى منه، وأن ندائي سيلحق بموكب كل النداءات صيحة في واد، وأننا جميعا في جنازة مازال صفها طويلا فقط يبقى السؤال: على مَن الدور في النداء القادم؟



نص الكلمة:

إذا كانت عيِّنةٌ من الدم أو بِضْعةٌ من الجسم تُسافر في قوارير لِتخضَع لتحاليل في مختبرات طبية بفرنسا وأمريكا، أليس الأجدر أن تجعل الدولة الأديب والناقد إبراهيم الحجري يُسافر كُلياً للعلاج على نفقتها عوض تضييع الوقت والروح في الحلقوم، أعرف أنَّ الدولة لا تحفل بخطابات من مثل إن المثقف ثروة وطنية، ومن حقِّها ذلك ما دامت كل بنود الدستور وضمنها ما يُشبه الخطاب الثقافي الذي تتآكل بصداعه بعض الرؤوس، تنتظر النزول لأرض الواقع لتكتسب فاعليتها ولا تبقى مجرد كرسي وثير في الوزارة، ومن حقِّنا أيضا أن نغضب ونقول إنه على قَدْر الإمكانيات والآليات يُصْدِر بعض الأطباء الأحْكَام، ولا أصدِّق ما قيل إنَّ العلاج نفسه سيتلقاه إبراهيم الحجري دون أن يخرج من غيبوبة تكاد تمتد شهراً، هل هو "سنو وايت" أو بياض الثلج التي سمَّمتها الملكة الشريرة بتفاحة، لكن ما أعلمه أن الطب في بلدنا تجاوز العلم إلى الحلم، وأن الأقزام المتحلقِّين حول الأديب والناقد إبراهيم الحجري، أصبحوا أكثر من سبعة، لنقل إن أفظع من الغيبوبة تحت أجهزة الإنعاش بالمستشفى، غيبوبة المَحْمُولين على النَّعش أقصد رهْط المسؤولين عن قطاع الثقافة ببلدنا الذين لم يستجيبوا لكل النداءات من أجل تدخل مُسْتَعجل لإنقاذ حياة هذا الرجل، هو ما زال في الحياة ينتظر الجميع كل يوم أن يفتح عينيه تسبقهما ابتسامته المعهودة، أما هم في قطاع الثقافة أو الخرافة بدار لقمان التي عادت لعهودها الغابرة، فكل المساعي الجامدة تؤشِّر أن الروح غادرت الجسد وتطمع في الفردوس الأعلى!






أعلى