أحمد شوقي - عصفورتان في الحجاز

عُصفورَتانِ في الحِجا = زِ حَلَّتا عَلى فَنَن
في خامِلٍ مِنَ الرِيا = ضِ لا نَدٍ وَلا حَسَن
بَيناهُما تَنتَجِيا = نِ سَحَراً عَلى الغُصُن
مَرَّ عَلى أَيكِهِما = ريحٌ سَرى مِنَ اليَمَن
حَيّا وَقالَ دُرَّتا = نِ في وِعاءٍ مُمتَهَن
لَقَد رَأَيتُ حَولَ صَن = عاءَ وَفي ظِلِّ عَدَن
خَمائِلاً كَأَنَّها = بَقِيَّةٌ مِن ذي يَزَن
الحَبُّ فيها سُكَّرٌ = وَالماءُ شُهدٌ وَلَبَن
لَم يَرَها الطَيرُ وَلَم = يَسمَع بِها إِلّا اِفتَتَن
هَيّا اِركَباني نَأتِها = في ساعَةٍ مِنَ الزَمَن
قالَت لَهُ إِحداهُما = وَالطَيرُ مِنهُنَّ الفَطِن
يا ريحُ أَنتَ اِبنُ السَبي = لِ ما عَرَفتَ ما السَكَن
هَب جَنَّةَ الخُلدِ اليَمَن = لا شَيءَ يَعدِلُ الوَطَن
أعلى