أ. د. عادل الأسطة - فيضانات في ألمانيا: "من كثر بغاها انقلب صيفها شتاها"

هل يكرر الألمان في هذه الأيام ما كرره بعض الفلسطينيين في أيار ٢٠٠٢ يوم اجتاحت القوات الإسرائيلية مدينة نابلس وأمطرت السماء مطرا غزيرا ؟
في أيار ٢٠٠٢ أمطرت في نابلس مطرا غزيرا ، ولما كنت يومها أجلس إلى جانب سائق تجاذبت معه أطراف الحديث ، سمعت منه المثل الآتي :
" من كثر بغاها انقلب صيفها شتاها "
ولم تكن أجواء المدينة يومها أجواء بغاء .
كانت نابلس خارجة من معركة مع الاحتلال فقدت فيها خمسة وسبعين شهيدا .
هل نكرر أحيانا عبارات نحفظها دون أن نمعن النظر في مدى ملاءمتها لمقتضى الحال ؟
الآن تشهد ألمانيا موجة أمطار غزيرة نجم عنها فيضانات أغرقت بيوتا كثيرة وجرفت سيارات وقتلت عشرات ، فهل يكرر عواجيز ألمانيا أو المحافظون من سكانها مثلا شبيها بمثلنا ؟
الموجة الرابعة من الكورونا في ألمانيا على الأبواب على الرغم من تلقي ٤٩ مليون مواطن هناك الجرعة الأولى من اللقاح وتلقي ٣٩ مليونا الجرعة الثانية .
في نابلس كانت الأسواق أمس مزدحمة ، فالمواطنون يتهيأون لاستقبال عيد الأضحى المبارك - الله أعلم إن كان سيكون مباركا ، ولا أحد إلا ما ندر يرتدي الكمامة ، والكل لسان حاله يقول :
- سيري فعين الله ترعاك .
- المقدر ما منه مهرب .
- اللي انكتب عالجبين لازم تشوفه العين .
- يأتيكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة .
- قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .
وهلم جرا .
من أجواء أيار ٢٠٠٢ كتبت قصة قصيرة عنوانها " هن ... هن " أدرجتها في مجموعة قصصية عنوانها " فسحة لدعابة ما " استوحيت قصصها كلها من أجواء اجتياح ٢٠٠٢ ، وتجدونها على موقع " ديوان العرب " ، وقد سمعت أنه كتب فيها رسالة ماجستير باللغة الفارسية ، والله أعلم .
لم يحتفل أهل غزة في عيد الفطر التعيس بالعيد ، فقد أمطرتهم الطائرات الإسرائيلية بالقنابل وبهدايا بابا نويل ، ولعلهم في هذا العيد يفرحون قليلا ! لعلهم !
الفيضانات تغرق غرب ألمانيا والأنهار تفيض وتجرف البيوت والسيارات ، وتغرق البشر ، وهكذا هي الدنيا .
قد يقول قسم منا إنها لعنة الفلسطينيين على المستشارة الألمانية ( أنجيلا ميركل ) لموقفها المتحيز من إسرائيل ! قد !
محمد القواسمة الروائي الأردني له رواية عنوانها " لعنة الفلسطيني " وقد كتبت عنها .
صباح الخير
خربشات
٢٠ تموز ٢٠٢١ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى