أ. د. عادل الأسطة - البحث عن فضاء الله ووجهه الكريم

عندما ركبت السياره أمس التفت إلى الراكب الجالس إلى جانب السائق ، فإذا هو جارنا الدكتور يحيى الشعار .
والدكتور يحيى الذي يدرس في جامعة موسكو جاء زائرا، وهو مهتم اهتماما لافتا بالأدب الروائي الروسي ، وقد أصدر رواية عنوانها " حذاء إبليس " .
كان الدكتور يخطط للذهاب إلى المقاطعة لتجديد جواز سفره ، ثم عدل عن الأمر ، فاتفقنا أن نجلس في مقهى ما ، نتجاذب فيه أطراف الحديث ، وكنا جلسنا معا ، من عامين ، في مقهى الهموز وفي مقهى " خان الوكالة " ، والحديث في الأدب ذو شجون .
اقترحت عليه ، باعتباري ابن المدينة المقيم المستقر ، أن نجلس في مقهى جديد في باب الساحة ، مقهى التفت إليه مؤخرا .
المقهى كان من قبل مقرا لجمعية ما ، جمعية نسوية إن لم تخني الذاكرة ، ثم رمم وهندس وصار مكانا معتبرا يشجع على ارتياده والجلوس فيه . هل اسمه مقهى الباشا ؟ أظن ذلك .
ما إن جلسنا معا حتى أخذ النادل يغلق الشبابيك . اقترحت عليه أن يتركها كما هي ، فنحن لا نحب الجلوس في مكان مغلق معتم ، وقمت وفتحت الشباك الذي أغلقه ، ولكن النادل عاد وواصل إغلاق الشبابيك ليشغل المكيف .
نحن في تموز ونريد أن نرى فضاء الله ووجهه الكريم ، ولو كنا في فصل الشتاء لبدا الأمر معقولا مقبولا ، فالغيوم تغلق الفضاء ولا نرى السماء زرقاء .
شخصيا أخرج من بيتي لأتمشى في الشوارع ، باحثا عن فضاء وشمس ساطعة لاهبة وهاربا من الجدران ، فعشرون ساعة بين الحيطان تكفي .
هل ينزل الزبون عند رغبة صاحب المحل أم ينزل صاحب المحل عند رغبة الزبون ؟
اتفقنا أنا والدكتور ، بعد أن شربنا مشروبنا ، أن نغادر المكان الجميل الأنيق باحثين عن مقهى رصيف .
في مقهى الرصيف ترى الناس وترصد حركة الشارع وترى سماء الله وتستنشق هواء طبيعيا لم يفلتره المكيف - إن كان المكيف يفلتر .
من المؤكد أن مقهى باب الساحة الجديد سيلاقي نجاحا لافتا في ليالي الشتاء الطويلة ومع زوال موجة الكورونا ، إذ سيعود الأجانب لزيارة نابلس من جديد ، وقد يزدهر قطاع السياحة فيها قليلا .
ملعون أبو الكورونا والاحتلال والتخلف الاجتماعي .
في الصيف ، وفي ليالي الصيف ، تحتاج نابلس إلى مقاهي أرصفة . أي نعم !!
خربشات
١٨ تموز ٢٠٢١ .
( كتابة يوم ١٩ تموز )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى