مصعب الرمادي - قصيدة : الطالبانية

I
كما لا يهرعُ سوى الأجنبي للفرار لا تدرك بهما علقة الهزيمة المدوية ندوبها الغائرة قبل تمرسها على رعونة المتبجح الذي لم يجترح بها الأهم من استحالة إتيان المعجزة على مشارف كابل دون أن تُظهر الطالبانية حنق ما ظلت تضمر طيلة عشرين عاماً من الحرب على تأمرك الواقع الأفغاني .

II

يوشك تهديد الإرهابي على أن يدس مديتها الباردة بظهر حلكة ليلها الداجي دون ان لا يسفر عن الفقد المريع أهوال ما تنكبت بعد مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين .إنه كذلك قبل أن يظهر على جلية تضعضع النهاية على مقربة من القصر الرئاسي صبيحة الرماد الذي يهيل على زمام السلطة التي لا سطوة الآن لها على كامل فجائع تكهنات ما يأتي .

... ..

لم تخض الحرب أو تدركها من البداية بطالة لاتسألها الوقت المؤجل و دخان المخدر بعيد أوكار الحشاشين ونزهة المتبرمين بنقمة قد لا تخصهما و خلوة المرأة المنقبة على شاكلة ما لم يطرح ثمار جنة الشوك قبل أباطيل ما تزال تعهد بالخرافة في مساجلة صراع الحياة وما بعد الموت .

III

من كل حدب ينسلون إذ كانوا بالأمس القريب يهبطون من فوق تصوراتها المهوشة نحو كل من لم يدرك به التسليم لتسليم بيضة الأفعى لشيطان العالم السفلي . من كل جهة ظل ما يزيح تواتر القصد لما لا تؤجله الوجهة المستدلة على ختل التأكيد بالمهام الدموية التي لا تكمل القتال في الجبهة قبل تبت في مفاوضات المصير المجهول لشؤم طوالع ما لم تدحضه بصيرة العرافة العمياء .

IV

الحيلولة لا تردها إلى جادة الخلل ناهيك لو أنها بها قد لا تبين على عورة سقوط كابل كما لم تتركها دون مسألة ليعبرها وتضاعيف المأساوي والفظيع إلى نظر الإمكان المقلق الانتهاك خشية ما لم يعد يجدي بها التفكير مناصاً لا يكاد به يتربص بحاجة العاجل من معالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة .

... ..

كل العيون على كابل تؤرخ لمقاليد حكم الطالبانية . كل الدروب على كابل لا تفضي إليها و المحك من عقدة الابتلاء الذي به جسامة الملتبس من حنكة المتزمت و خزي الحسابات الخاطئة والسياسات الفاشلة .

V

لمجاراة الإرهابي قد لا يتعامل كما يعمل ضد الطالبانية كل ما شأنه أن تحجب عنه بقعة الضوء بغية تقديم الواقع الجديد على صورة العدو المشترك الذي بها لا تغلب غير المصالح الشخصية عبر سيطرة الانفلات الأمني ونهب الثروات وتشاريع ما تحرمه أو تحلله حكومة الإمارة الإسلامية الدموية .

VI

لم يزمعُ بالأبواب على الفرارِ الفرارُ والخطوة بمخزن السلاح كما لم تتفاوض قوات الناتو الدولية على دور الجيش الأفغاني على حماية المدنيين وحراسة الحدود المنهوبة وإجلاء الرعايا الأجانب والدبلوماسيين عشية زخم من الرعب المبهم يستولي على كامل تغريبة مقاليد حاكمية الأفغاني .

... ..

اليد لا تبطش بالكف عن الأذى كما بالشجرة لا تعلق المقبرة بنعيب الغربان وسواد الحداد الذي لا يليق بمآثر الركون أن تماثل الموجع من ضربات الإطاحة بأوهام النخبة التي لم ترى في الأفغاني الجديد خاصماً لحكومة الظلال الشاحبة والعيون الكليلة بعد سقوط كابل في يدى طالبان .

VII

الإقليمي من انقطاع عزلة العالم كما لا ينسى الضالع في التصوف سواهما او خفة الطيران لجبال كادت بهما أن تتربص بحيازة وسادة الريش قبل سهاد لم ينقطع به طمث نبؤه الطليعي أو يقطع بالظن تمادي الإرهاص الممعن في نكاية مصادرة الأمل المتبقي من ثمالة كأس النديم .

VIII

لم يتطرف المتفكر بها غداة الحرب على الاحتلال الأمريكي على قيلولة العرائش تحت سقيفة الشجرة والحية الملعونة ، كما لم يغالب البلاقع الهائلة في أصقاع أسيا الوسطى النائية تزمت ما لا يحكم بالكتاب السماوي دولة بهوية جامحة الثأر وجارفة الثورة لغير الذي لم يرزح لشكيمة الأدهى والمأساوي والفاجع .

... ..

إيقاع سريع ومربك يقع في هاوية سحيقة . حرائق بالأوراق لا يسكنها الحبر والماء كما لا يعض الكلب الخبر الوجيز الذي لم يعهد لمقاليد الأفغاني بقرار الإزالة و زوال بطش الأغلال الغليظة بلبلاب الزنزانة ووحشة المطنب من مخاوف العهد التالي .

IX

البشتون لا ينهكون الأقاليم بمحافير الدامي من شراسة المقاومة الأفغانية كما لا يعقبها قبل انسحاب الجيش الأحمر خوض الأفغاني للحرب الأهلية بخبرة قليلة لا تكاد تبلغ تأيد الطاعة العمياء على طاولة التفاوض كما لا يتوج به العمل السياسي بالإحاطة و مستلزمات ما بعد الغزو. البشتون بين مخيمات اللاجئين ينضمون إلى صفوف المدارس لزعامة الروحي بالابتسامة المصفحة الودودة التي لا تقيم على مضاضة الحذر المكبوت لتقوم بعمليات انتقامية بعد حرب العصابات كما لم تتورع في سفك الدماء المستمر بعد الحرب الباردة بين القطبيين الشيوعي والرأسمالي قبل ميول التوسعي والمتسابق على المياه الدافئة ومنابع النفط.

X
تحت طويل يقلقها المضجع بحصير الشوك وما ترتب به من ملازمة الحائل للحائل. تحت ما لا يجدر بالاشارة الفاقعة يسكن الى جزالة المجاز المتحقق من كنه العبور الخفيف لجوهر النزاع الذي لم يفض فتيل المتفاقم من تأكيد سلامة الظفر بأقل الخسائر الفادحة .

... ..

على الكرسي سجادة القش لولا أن التشدد قد لا يحكم قبضته على الصدع كما ظل يعمل في الخفاء على أبلسة مهووسين لا يزلون على المحجة البيضاء يفاوضون المجاهل في اعتدال بصيرة الظلام ووسطية رؤية المتطرف .

XI

خلال الحرب الأهلية لم تلوح أي بارقة أمل قريب لا يكاد به ان يكفلها بجعجعة الصفائح الفارغة لكأنها من صرامة لم تعهدهم سوى بالنزر القليل مما كانت به قبل محاربة الفساد على أعقاب انسحاب القوات السوفيتية مثلما لم يحظر بيانها التأسيسي غير مشاهدة التلفاز والسينما والاستماع للموسيقى وإطلاق اللحى للرجال وارتداء البراقع للنساء .

_____
* من ديوان : ( مقاليد الأفغاني ) للشاعر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى