طارق حرب - بغداد تصحو يوم ١٩٣١/٤/٢١ وفي سمائها أول طياره يمتلكها العراق ويقودها اول طيار عراقي من لندن الى بغداد في رحلة استغرقت اسبوعين

العهد عهد الملك فيصل الاول ورئيس الوزراء نوري باشا السعيد والزمان سنة ١٩٣١ والحدث هو شراء الحكومه العراقيه لأول مره في تاريخ بغداد لطائرات اذ لم يسبق شراء طائره من قبل العراق واصحاب العلاقه هم اول الطياريين في بغداد والعراق الذين قادوا الطيارات من نوع( چبسي ماوث) الانگليزيه من مدينة لندن الى بغداد في رحلة طيران استغرقت ( ١٤) يوماً بدأت يوم ١٩٣١/٤/٨ حيث تركوا لندن ووصلوا بغداد يوم ١٩٣١/٤/٢٢ والطيارون اصحاب هذا الشرف هم محمد علي جواد وحفظي عزيز واكرم مشتاق وموسى علي وناطق الطائي. وتبدأ قصة الرحله في لندن عندما أرسل الفريق جعفر العسكري حيث كان يشغل منصب الوزير المفوض للعزاق في بريطانيا على الطياريين المذكورين عندما اكملوا دراستهم للطيران في لندن وطلب منهم قيادة الطيارات التي اشتراها العراق من بريطانيا الى بغداد وان ذلك واجب وطني لابد من تنفيذه وهوءلاء هم الطيارون الذين كان لهم قصب السبق في تأسيس القوه الجويه الملكيه العراقيه فقد كانوا في دفعة الطيران الاولى وتجاوزوا جميع التحديات التي واجهوها في هذه الرحله ابتداء من مشاق ومخاطر الطريق من لندن الى بغداد فقد كانت رحله شبه مستحيله خاصة وان طيارات( چبسي ماوث) افتقدت ابسط مقومات المنظومات الملاحيه لرحله من هذا النوع كما انه كانت هنالك خارطة طيران واحده فقط لدى قائد التشكيل الطيار محمد علي جواد( قتل سنة ١٩٣٧ مع بكر صدقي في الموصل) وكانت الطائرات مصنوعه من الخشب وسرعتها محدوده وخاليه من جهاز اتصال ولتدارك ذلك تولى الطيارون ربط الطائره ب( چنگال) حتى يتم استلام الاشاره من الارض والطيار فيها معرض للتيارات الهوائيه ولا يستطيع معرفة سرعة الريح واذا دخلت الطائره الغيوم فلا يمكن
معرفة استقامة الطائره لانها بلا بوصله وغير مجهزه بإجهزة الطيران الليلي وخاليه من جهاز الارتفاع وبلا فرامل لايقافها عند الهبوط في المطار ولا حمايه للطيار من المطر ومع ذلك قبل الطيارون قيادة الطيارات الى بغداد يدفعهم حب الوطن وقول جعفر العسكري لهم( انكم جبناء) اذا لم تقوموا بهذه المهمه. وبدأت التحضيرات للسفر الى بغداد باحضار خرائط للطيران للدول التي يمرون بها وجداول الانواء الجويه وتولت المفوضيه العراقيه في لندن استحصال موافقة الدول التي ستمر الطائرات فوق اراضيها ولم توافق المانيا الامر الذي تطلب تغيير مسار الطيران الى جنوب فرنسا ومنها الى ايطاليا وقد تأجل السفر من شهر اذار الى شهر نيسان بسبب الظروف الجويه السيئه وقبل يوم السفر شجعهم الفريق جعفر العسكري الوزير المفوض وفي ١٩٣١/٤/٨وبعد وداع الفريق العسكري وسكرتير السفاره العراقيه وعدد من العسكريين البريطانيين ركب الطيارون محمد علي جواد وجماعته الطيارات وغادروا لندن وكان خط الرحله الى مدن باريس وليون ومرسيليا ثم فوق البحر الابيض المتوسط فمدينة جنوا في ايطاليا ثم عبور سلسلة جبال الالب الى ميلانو شمال ايطاليا والى يوغسلافيا وبلغاريا ثم اسطنبول التركيه وبعدها مدينة حلب ثم مدينة الرمادي واخيراً بغداد وكادت احدى الطائرات الارتطام ببرج ايڤل في باريس بسبب الغيوم ولم تستطيع الطائرات النزول في مدينة مرسيليا بسبب الضباب لذا واصلت سيرها الى مدينة جنوا في ايطاليا كذلك لم تستطيع الطائرات الهبوط في مدينة ميلانو في ايطاليا وتوجهوا الى مدينة زغرب اليوغسلافيه مما ترتب عليه تعرض الطيارات الى الامطار الكثيره التي نفذت الى الطيارين وتأجل الطيران من مدينة بلغراد في يوغسلافيا لحين تحسن الجو وفي الطريق الى مدينة صوفيا كانت الغيوم الكثيفه بحيث تعذر مشاهدة الارض وامطار غزيره مع عدم وجود اجهزة لاسكي وكان مطار صوفيا مملوء بالماء ولكن الطيارات تمكنت من الهبوط وكان الجو في الطريق الى استنبول جميلاً حيث كانوا محل تكريم وحفاوه من الجهات التركيه وفي الطريق الى مدينة قونيه شرق تركيا حيث استراحة قصيره ثم الطيران الى مدينة الرمادي حيث نزلوا فيها ويدكر احد الطيارين انهم تناولوا ( الباميه والتمن) ولم يأخذ صاحب المطعم ثمن الطعام وفي صباح اليوم التالي كان الطيران الى بغداد حيث الهبوط في مطار الوشاش ( المثنى) ومكانه بين علاوي الحله والمنصور والاستقبال المهيب وكان على رأس المستقبلين الملك فيصل الاول ومعه الوزراء والاعيان وقام الملك باستعراض الطيارات ويصافح الطيارين ويقدم لهم اوسمة الطيران وركب الطيارون بسبارات مكشوفه وقد زينت بالاوراد والاعلام والاغصان واصطفت الجماهير وطلاب المدارس وطافت السيارات على الشوارع في بغداددوهم يرمون الازهار على السيارات وكان غداء الطيارين في وزارة الدفاع والقى وزير الدفاع كلمة ترحيبيه وبعده رئيس اركان الجيش واحتفلت جميع الجهات في بغداد بهذه المناسبه السعيده الاولى في تاريخ بغداد لطيارات عراقيه وطيارون عراقيون.

طارق حرب خبير قانوني ومحام


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى