بهرة محمد - باخوس مترنّحا

لم يعد باخوس يكْرَع من خمرته المعتّقة،
تلك التي تحاكي دمي المدنّس بطهارة البغايا
هو
ها هنا،
يكسّر أقداحه الحجرية
بحيطان بكائية تتفتّت كقلب مكسور
يترنّح
صحوا
متأملا
متألما
واهنا
مَكْلُوما
ما عاد ينظر للشّمس
تلك التي طوت أشعتها المترهّلة
وغادرتْ دون وداع سماء ملبدة بحزن شعراء مدانين بعزلة سرمدية
تبكي جحود غيوم مستكينة
تحترق بلهيب الضّنى
ويصرخ قوس قزح حين يرقص آخر رقصة في "عرس الذيب"
أن لا مكان له بيننا
يتخاوى والخط المستقيم
يطفئ مصابيح ألوان الطيف
ينظر إليه القمر
يتساءل
إن كانت الملائكة حقّا جميلة
ويدير وجهه المظلم
نحو أرض عاقر
حين لا يميّز الخيط الابيض
من الخيط الاسود
تتقيّأ الكتب
حروفها المقدّسة
ويضيق الجسد
بالجسد
وينتحر باخوس
بحبل
من زغب فروج العذارى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى