حميد العنبر الخويلدي - حاضرية هتك الحُجُب.. حاضرية حسن الصورة.. نص نقدي مقابل _

من طاولة ادبيات المركز الثقافي العراقي

( مفرد اطوف حول نفسي )
.
.
.مُفردٌ ،
أبْحثُ بحقولِ الليلِ
أطوفُ حولَ نفسي
أحرقُ محاصيلَ الثوبِ السعيدِ !! أُسدِّدُ على مشيئتي شجرةَ لبلابٍ بالغةَ سنَّ الرشدِ ، أبتعدُ عن ‌ وجنتيكِ ، الاقراطُ النحاسيةُ ، حباتُ العنبِ الصغيرةِ ، عيونُ الديكِ المزدهرةِ وهو يَصيحُ !!

مُفردٌ ،
أرتبُ أناشيدَ الطِّيورِ المهاجرةِ ،
لغةُ الوداعِ سائغةٌ ، يمتلئ فمُها ، بالعقاقيرِ الناعمة ،
الغبارُ العتيقُ ، أسرابُ الحكاياتِ ، ودمعٌ أخضرُ ، لا شأنَ للرموشِ بكلِّ الأناشيدِ القاحلةِ ، سوى الندى ، الندى الناعمُ الملتصقُ بالفجيعةِ الصغيرةِ

مفردٌ ،
أعدُّ ترتيبَ مفرداتي الحمقى ،
هنا ، تكاثرتْ مثلَ مدرسةِ نملٍ ، أصابَها القحطُ ، هناك عندما كنتُ أعيدُ ترانيمَ الخَبلِ ، بينهما وادٍ من سحابٍ لئيمٍ ، وشرارةِ حبٍ تنبئ بتأتأةِ طفلٍ ، يرشُ بولَهُ بعنايةٍ على قلبِ الكونِ

مفردٌ ،
أصفقُ ،
أُصلِّي دونَ وقتٍ ما
أصبغُ أبوابَ الحروفِ
أراقبُ المتحفَ
أتصلُ ببائعِ الثيابِ،
أصدمُ الكرةَ بالحائطِ وأمزحُ مع الصدى،
أمسحُ الترابَ عن المذياعِ ، أصفرُ للمشفى ، أرقصُ بخفيةٍ ، أحدقُ بالمرآةِ، أتدربُ على ضحكةِ زورٍ ، أكتبُ على ظهرِ الغيابِ ،

مفردٌ ،
أبكي


..........................................................


حاضرية هتك الحُجُب..
حاضرية حسن الصورة..
_ نص نقدي مقابل _

الناقد والشاعر كلاهما مبدع كلاهما فنان..كلاهما يجسُّ الغائص الجمالي كل على طريقته واسلوبيته ولايختلفان ابدا..قد يجمعهما رابط مهما طال الزمن او قصر..فرُبَّ ناقدٍ يأتي الان بادواته وهجرته ليتعايش مع مشهد العظيم ابي الطيب ليصنع لنا صورةً محدثةً تعبّر عن غرض ينويه منه. نعم يمتد رابط منه اعني الناقد يتعشق مع وجودات المتنبي جامعةً ..وما للناقد من مرام عنده ،عند المتنبي ، اذ تجده حاضرا حتما..
هذا نؤكّد انَّ نوعا من الحاضرية تكشف عن نفسها له وان طال الزمن وعتق..
خذ اي حال من القديم او الحديث
ادخل على متحف مشهدية ، طه حسين ، نعم تجد حاضريته بالحال ..كان قد هتكت الستار وانفرج الزمن عن جمال وموروث طه حسين... ولك ماشئت
اذن نريد ان نثبت الوشيجة واللدنية الاعتبارية فلسفةً وفعلاً محسوساً ، من انَّ المبدعيين مهما تنوّعوا في اطاريحهم وهي طبيعة منوال ، فتجدهم مرتبطين برابط حاضرية يكشف عن نفسه حالاً ومآلا..وقد يكون - وهذا سر حقيقة- منوالا للتصرّف الحر بادوات وقدرات وملكيات الآخر على قدر منظم من التقانات..وهناك العوض وهناك الكمال والتمام بالمعايير لاتنقص ابدا ...الابداع حتما في تجلي الزيادة وليس في تجلي النقصان ..حين نتعالق مع بيت شعري من الكبير الجواهري تجده يثريك وينالك وتنولُ ما لكَ فيه من ذخيرٍ مكمّلٍ للجمال عندك ..وهذا مودع يؤمّنُهُ القدري في حسابات منهجنا فهما.. كون جميع الشيئيات متعالقةً بالاعتبار وباللّدني تتعاطى
البُلْغَةَ بالنسبي والمْقَدّر ..فالذي وهبها كانَّه باقٍ على تمامه ماراح منه ذرة. والذي اخذ زاد احداثا ودخل عرض الوجود. تأديةً لوظيفةِ الجمال..
هذا ناموس نشعر به ولابد من اثباته.. يعني كشف الحاضرية عن حجب المستتر خلفها..وكمثل ما ضربنا لها مثلا..
كذلك هي وأعني / حاضرية الترابط /بين الشاعر والناقد..ومن خلال نص....( مفرد اطوف حول نفسي ) ما راه الشاعر في دخوله التصيري للبُنى ، هو ذاته راه الناقد، وبدورنا نركّز على الاجدر والابلغ..والا النقد يرى بعين دائرة مفتوحة الحلقات..يرى جميع البطانات والتفاصيل..وللضرورة نعرض مايدهش ويعجب...
ولعلنا نرشد الى /موقف المؤانسة/
الذي عاشه الشاعر بحقيقته الماسيّة الباهرة..اذ كان يقلّبُ بالمرج في طور ازاهيره ورونقه واغاديره..
دخل مبدعنا وهو فرحان مسرور
دخل درويشا يرى الجمال البديع يرى المتجلي المتوقد..
دخل وخرج ما لامس الا اثير البهرج وروح اللازورد فلعله يستطيع ان يمدَّ ملقطَهُ الى لُبِّة الياقوتة فيَجتَلبَها ليضعها عند خط سواءها ليصوغ مشهده...
عارفا كان ابتكاريا متفردا مائزا لمراماته. على حد ذائقيته ومعيار ما ينبغي من مقصد له يراه في غرضه....
كان مستغرقا بالانس مع مايحيطه من هيئات وصور. احبته واحبها عشقته وعشقها .. فبالعشق الصوفي تُكشَفُ الاسرار ليصبح المحب والمحبوب في وحدة شهود وشهادةِ تسجيلٍ وخلق.وحيازة.
._..مفرد اطوف حول نفسي.._
هذا مشوار عاشق صوفي تجلى له مشهده...فدخل فناءه...
(مفرد )* كانت تقانة وارادة وصورة للمتجلي والفاني معا..كان يعيش المَلَوي الدَّوّار..ماكان هو الطيني كان غيره شبحا خارج الوقت..دخل وراى شهادة الحال
وكان شاعرا قاصدا من هجرته غرضه الفني..
انتبهت له طواعيةً صورٌ كانت قبل الغمرة من المستحيلات. ان يقلَّ منها شي..
انما بالتحوّلِ المعني تحول الحب والمكاشفة صار العالم بثقله طوع امره..كن فيكون على قدر نسبيات النص..وهنا سر حقيقة وسر خلق وربوبية يمتلكها المبدع ايما مبدع في لحظة اجتهاده...
اطوف حول نفسي.... حركة وحاصل هدم للكتلة..
اطوف ..ابحث..احرق..اسدد..ابتعد
هذي المضارعة هي روح الحاضرية الترابطية..اول بحثنا..
هذي مفاتيح هتك للحجب كي نقدر اظهار تجليات الصورة ..ومشتركاتها من الوجودات..
احرق محاصيل الثوب السعيد.... يالها من انتقائية بدائعية...وتضامم نوعي بحركة نحو المضاف والمضاف اليه...(.محاصيل الثوب السعيد...اسدد على مشيئتي شجرة لبلاب بالغة سن الرشد.)..هنا الدهشة مبدعنا خالق بكن فيكون. يمسك صولجان العِرفَة الباهرة المتفوقة...ابتعد عن وجنتيك..في فناءه مع محبوبه وهو الحامل هويته ..حيث جواز العذرية..ابتعد عن وجنتيك..حتى هذي لايمارسها لايجوز ولايمكن له ان يحوز..
الاقراط النحاسية..حبات العنب الصغيرة..عيون الديك اامزدهرة وهو يصيح..
هذا المرج التصويري يجعلنا ننتبه الى مؤشر انَّ صاحبَنا ماكان في مناخ للخريف انما كان في روح وخزانة ربيع اينما يلتفت يجني...
..فالنص علامة ودلالة صوفية كشفت عنها حاضرية مؤهلة لتصنع بمبدعها لنا ديباجة مؤانسه وامتاعي من نوع مائز ومتفرد..
ولو يسمح لي المنظور لعشت مع الصور الباقية والتراكيب مؤانستي وفق حاضرية النقد..
انما اكتفي بهذا المنوال..
عذرا شكرا..
...................................
ا.حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري...العراق
طاولة المركز الثقافي العراقي
حميد
العنوان حاضرية هتك الحجب ،،،
حاضرية حسن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى