مجاهد عبد المنعم مجاهد - وأما بنعمة ربك فحدث

مَنْ هذي الطالعة عليَّ من البريه?
ترسم في أفق عزوبي من خديها شفق الروح الورديه
وَتمد لقلبي من عينيها نعناعا تزرعه بالحنّيه
فإذا قلبي من هجْعته شبّ وقاما?
من هذي الطالعة من الأرض البرية وسط وحوش الدنيا الغجرية
إنسانهْ
تركب للحب حصانا
وتسابق خطو عزوبي وشحوبي وتسابق حتى الأزمانا
وعلى عتباتي تتوقف تكبح لحصان الحب لجاما?

***

(كان ويا ما كانا)
فارسة شافت صاحبها لا يملك في الأرض مكانا
خطفته لعينيها ليقيم بعينيها سكنا يجعل من عينيها عنوانا
يا فارستي طابت عيناك لسكنى القلب مقاما

***

وانا لست المسئول إذا عسلُ العينين تحوَّل, أصبح نعناعا
فالعينان تمدان الأمل على روحي وهو يفرِّع لي أمنا ووداعَه
الله هداني النجدين إلى العينين وسوف يظل مقامي في العينين إلى
يوم الساعة
أنت المسئولة عن خُضرة عينيك إذا كانت بالنعناع أمامي تترامى
بل أنت المسئولة عن خضرة عينيَّ فعيناي تعلمتا الإنصاتا

***

تجلس عيناي كقطين وديعين لكي أفهم عينيك إذا أرسلتا غمازات لا
تحدث أصواتا
بل عيناك, لقد علمتا عينيّ الإنصاتا
ولهذا أنت المسئولة حتى عن خضرة عينيّ إذا زرعت دربي أحلاما
طول حياتي وأنا في حالي
أمشي جنب الحائط وأخاف خيالي
فلماذا في آخر أيامي يأتي الحب يفجِّر زلزالي?
أتراه سيصلح أحوالي أم يتركني في الأرض حطاما?

***

بل إني أتنازل عن نصف الباقي من عمري لو أرسم حاجب حب
فوق العين
حتى أحرسها, أمنع عنك وعنها عين الناس, وأمنع عنها حتى
حزني
أتمنى لو أصبح هدبا في جفنك (يا ست الحسن)
إني أتنازل عن كل الباقي من عمري لو أرسم في خدك شامه
وأظل أطل بعينيك فأبصر في إنسان العين أنا إنسانه
وأرى مدنا لم تولد بعد ولكن بالفرحة مزدانه
وأرانا نتمشى فيها لا نحتاج إلى حراس فلقد أعطانا الحب أمانا
بل هو بالفرحة علق في عيدان النعناع بعينيك سلاما
ولهذا لا أحتاج إلى الجنة فأنا فيك رأيت أنا كل الحور العين

***

الخضرة في عينك تكفيني
حتي تصبح لي عين جارية تُرويني
وسلام الروح بعينيك يطيّر لسلام النفس حماما

***

يا قرة عيني ياعين يقيني
عينك ينبوع من زمزم يسقيني
فإذا حدقت بعينيك لسوف تَرَيْني
في خضرة عينيك رجعت غلاما

***

طول حياتي وأنا أتمنى أن يشرح ربي لي صدري
وييسر لي أمري
فإذا بالله يهاديني خضرة عينيك ويفتحها في وجهي, وبروحي
تسري
تفتح للقلب شبابيكا حتى تدخلها الحرية أنساما

***

فتعالي يا سنبلتي حتى أمنع عن بيتي عين الشر مع الحسره
فأنا طول حياتي مأخوذ بالنظره
لكن هذي المرة, إني فرح بالنظره
فهي تحوّطني تمنع عن عين القلب سهاما

***

يا توأم روحي. كيف تعلمت بعينيك حديث الطير وقبل النطق على
عيني آتيك?
بل إنك علمت القلب حوار العينين فكلمت الجانا
مع أني لست سليمانا..
ولهذا إني أتمسح فيك
وأنا لا أعرف كيف أرد اليك جميل أياديك
معتقل والله لساني لا أعرف كيف أفض أنا عما يختلج بصدري
أرفع عنه الأختاما
قبلك كان الناس نياما
بعدك صار النوم حراما
بك رفع البدر القامه
بل بك عرف البدر تمامه
والعين إذا اكتحلت بالعسل وبالنعناع فإن النعمة تبقى فيها
والعين إذا اكتحلت بلغات الحرية لا أحد يقدر أن يشريها
وأنا لا أعرف كيف أعدد نعم الله بعينيك, أنا لا أقدر أن أحصيها

***

أني أعجز عن أن أحصيها أرقاما
يا فارستي إني وحصان الحب على عتبات الهدب نريد بعينيك
مقاما
هو يطلب من خدك سكّرة وأنا أطلب عسل العينين شفاء وطعاما
ولهذا ليست خضرة عينيك أنا ما أطلب بل أن أغرق في بحر
العسل وأبدي فيه استسلاما
وإذا أنت بحثت عليّ فلن تجديني, سأصير أنا فقاعة حب ذابت
عشقا وهياما
أعلى