طارق حرب - أطباء بغداد المسيحيين ممن أشتهر منهم في العهد العباسي

في سلسلة التراث البغدادي كانت لنا محاضرة عن الاطباء المسيحيين أو النصارى ببغداد في العهد العباسي فالتطور والرقي الحاصل ببغداد لم يكن مقتصرا على علم دون علم أو على ثقافة من غير ثقافه فلقد شهدت بغداد جميع الثقافات وتطورت في مختلف العلوم بما فيها الجانب الطبي والصحي اذ شهدت بغداد ومنذ تأسيسها الكثير من المراكز الطبيه والجهات الصحيه والمارستانات(المستشفيات) وما المارستان العضدي الذي بناه أمير الامراء البويهي عضد الدوله الذي كان يتولى السلطه في بغداد وللخليفه الشكليات فقط الا دليلا على التطور العلمي في مجال الطب الذي يقدم للبغداديين والمحافظه على صحة سكان بغداد وتقديم الرعايه الصحيه والعنايه الطبيه للبغداديين
ويعود بناء المستشفيات في بغداد الى زمن الخليفه هارون الرشيد لزيادة الاهتمام بالجانب الطيب فلقد شهدت بغداد في تلك الفتره البحث عن مناطق بهواء عليل ومياه نقيه وبنيت مراكز للاسعاف والمعالجات وللاهتمام بالعميان وذوي الحاجات الخاصه والمجانين وقد ظهر في بغداد الكثير ممن أجاد مهنة الطب وخاصة من المسيحيين وتم فرض رقابه وامتحان على من يمارس هذه المهنه في بغداد وباعتبارها مهنه من المهن فهي تخضع لرقابة المحتسب
وتفرض رقابه واجراءات بالنسبه للادويه والعلاجات ولقد ظهر العديد من الاطباء
النصارى في بغداد بحيث ان بغداد ظهرت فيها أمكنه مكمله للمارستان منها سوق المارستان ومحلة المارستان واتخذ الاطباء النصارى وغيرهم من العاملين في هذه المهنه ببغداد مؤلفات اليوناني جالينوس المرجع في الدراسات الطبيه وترجمت الكتب الطبيه ورسائل هذا العلم خاصة في زمن الخليفه الرشيد وابنه الخليفه المأمون ولقد بذل الاطباء النصارى التمام في خدمة خلفاء بني العباس وقد أشتهر الكثيرون من الاطباء النصارى في بغداد ومن الاطباء ابن الطيب المتوفي زمن الخليفه القائم بأمر الله وبن بطلان المتوفي زمن نفس الخليفه وأبو مخلد بن بختشيوع المتوفي زمن الخليفه القادر بالله وأبو الخير بن أبي الفرج المتوفي زمن الخليفه القائم ومن المشهورين بفنون الطب من مسيحيي بغداد ابن العطار واسمه ابن أبي البقاء وكنيته أبو الخير المتوفي زمن الخليفه الخليفه الناصر لدين الله حيث اختص بطب الامراض النسائيه ومنهم ابنه أي ابن أبي الخير الذي درس الطب عن والده حيث يذكر عنه انه كان يذهب الى الامراء والاعيان لعيادتهم
ولقد ذاع صيت بعض عوائل الاطباء المسيحيين في بغداد بحيث تنتقل المهنه من الاب الى الابن الى الحفيد أحيانا ومن العوائل الطبيه ببغداد:-
جرجيس بن جبرائيل بن بختيشوع الذي استدعاه باني بغداد الخليفه المنصور لمعالجته وقد نبغ في هذه العائله الكثير في مختلف العلوم وانتقل الطب من الاب الى ابنه بختيشوع بن جرجيس الذي كان بحرا في علم الطب وبعده جبرائيل بن بختيشوع المتوفي زمن الخليفه المامون والذي تولى التدريس والترجمه في مدرسة بغداد الطبيه والعلاج في المستشفى وبختيشوع بن جبرائيل الذي وصل الى مكانه في الصحه والطب ما جاوز ما وصله آباؤه في هذا العلم فنال من المكانه والجاه والثروه ما لم ينله طبيب آخر في بغداد ولقد أورد جديدا في استعمال طريقة تكييف الهواء والحراره من مواضع مكبوسه بالثلج على جوانب الايوان وغلمان يحركون الثلج بطريقه يخرج منه الهواء البارد والبرد وفي طريقة أخرى في الشتاء ومن حكمه الطبيه المشهوره والتي أثبتها العلم الحديث:- الشرب على الجوع رديء والاكل على الشبع أردأ وقوله تناول القليل مما يضر أنفع من أكل الكثير مما ينفع وله كتاب في الحجامه
ومن العوائل المسيحيه الطبيه في بغداد أسرة ماسويه بن يوحنا الذي بلغ المنزله العليا زمن هارون الرشيد كان خبيرا بالامراض وعلاجها والادويه له ولدان يوحنا وميخائيل ويوحنا بن ماسونيه طيب بغداد المشهور زمن الرشيد والامين والمأمون والمعتصم والى زمن الخليفه المتوكل كان خبيرا في العقاقير الطبيه والمعالجه وأساليب العلاج تولى ترجمة عدد من الكتب الطبيه وكان له مجلساً ثقافياً في بغداد يعتبر الاعمر لطبيب أو فيلسوف او متكلم تدور فيه أعقد الحوارات والمساجلات يعتبر أول من كتب في امراض العين وتشريح الحيوان ومرض الجذام والحميات وكذلك الطبيب ميخائيل بن ماسويه وهو الابن الاخر الذي اشتهر بالصيدله والطب ونال إعجاب الخليفه المأمون كان اماماً في فروع الطب والمرجع في الأدويه والعلاج نال حب الاخرين لعلو علمه
وكذلك عائلة الطبيب البغدادي حنين بن اسحق العبادي وولده اسحق بن حنيت والاول كان ماهرا في مهنة الطب خبيراً في الادويه مكيناً في العلاج مشهوراً في الترجمه وفنون البلاغه العربيه بشكل يفوق علمه الطبي تتلمذ على يد الطبيب البغدادي بن ما سويه وتبحر في العلوم الطبيه كان متضلعاً من اليونانيه والعربيه والفارسيه والكلدانيه وكان ولده داود بن حنين ألف كتب طبيه وترجم البعض من مؤلفات جالينوس كان يطبب العامه من أهل بغداد ولم يكن مشهورا أما الولد الثاني اسحق فكان متضلعا في فنون الطب محيطاً بالغوامض منها
ومن الاطباء البغداديين المسيحيين الذين أشتهروا في الطب بختيشوع بن يوحنا بن الطبيب يوحنا بن بختيشوع وأبو الفرج يحيى بن التلميذ زمن الخليفه المسترشد وهبة الله بن التلميذ زمن الخليفه زمن الخليفه المستنجد وصاعد بن توما زمن الخليفه المستنصر وأبو الحسين بن صاعد زمن الخليفه الناصر لدين الله وياقوت أبو الخير والاوركيد ياقوت أبو الخير حيث كانا من اطباء الخليفه الناصر.

طارق حرب خبير قانوني ومحام




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى