أ. د. عادل الأسطة - دمع الحاكمين

ودمع الحاكمين له لغات
وأفصحها يريد لنا الهلاكا
(مريد البرغوثي) .


في رواية نجيب نصار " أسامة العدناني " يجتمع أسامة ، وهو قناع لنجيب نصار نفسه ، في بداية عهد الانتداب البريطاني لفلسطين ، مع الحاكم الإنجليزي ، ويجري بينهما الحوار الآتي :
- الحاكم : اسمع يا أسامة لأقول لك حقيقة مرة وجارحة . مضى علي بضعة شهور في حاكمية هذه المنطقة وقد قابلت كثيرا منكم وحدثتهم عن العرب لأني أحبهم ، فكان لسان كل واحد منهم تقريبا يقول
- كل الناس ما عداي عاطلون .
وأنا أريد أن أقع على من يطلعني على الحقائق .
- أسامة : لا يبعد ما تقوله عن الحقيقة ، ولكن لا يفوتك يا سيدي أن الذين يقولون الحقيقة من العرب كثيرون ، ولكنهم يفضلون الابتعاد عن الحكام ، لأن الحكام على الغالب لا يقربون إلا من يتزلفون ويداهنون وينافقون ، والآن أرجو أن تسمح لي يا سيدي بالانصراف ، فأنا على رغم محبتي للإنجليز غير مطمئن لسياستهم مع العرب وأخشى أن يقضى على الآمال التي علقها عليهم مريدوهم .
- الحاكم مد يده إلى أسامة فصافحه أسامة فضغط الحاكم على يده ، ففهم أسامة من هذه الحركة أن الحاكم يشعر بشيء ولا يستطيع أن يبوح به " .
أنفقت في جامعة النجاح الوطنية ٣٧ عاما وكنت ألاحظ العاملين فيها في الأعياد يؤمون مكتب الرئيس مهنئين ، ولم أفعلها إلا مرة واحدة ، ثم فضلت دائما أن أنفق وقتي في قاعات التدريس وفي مكتبي ، فمثلنا الشعبي يقول " السلطان من لا يعرف السلطان " ومع ذلك ف " المقاطعة مش حالة عن سماي ".
مرة زار الرئيس أبو مازن جامعة النجاح واقترح اسمي من ضمن ٥١ اسما للقاء به ، وسئلت في الأمر ، ولم أمانع كي لا يؤول الرفض تأويلات شتى ، والحمد لله أن جهاز الأمن اعترض على اسمين من القائمة كان اسمي منهما ، وعندما اجتمع أبو عمار في ٩٠ القرن ٢٠ مع كتاب وأدباء نابلس استثني اسمي ، فشكرت الله .
هل أنا متعفف لهذه الدرجة أم " قصر ذيل يا أزعر " كما يقول المثل ؟
عندما كتبت عن قصص أبو إبراهيم ( محمد اشتية ) رئيس الوزراء كثرت التأويلات والتساؤلات و ... " خليها بسركم " .
صباح الخير
خربشات
٢٨ تشرين الأول ٢٠٢١






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى