أ. د. عادل الأسطة - خيانة الأخ لأخيه والوشاية به

كنت أمس أقرأ في كتاب الدكتور فيصل دراج " ذاكرة المغلوبين : الهزيمة والصهيونية في الخطاب الثقافي الفلسطيني " . ولقد توقفت أمام ما كتبه عن نجيب نصار تحت عنوان " نجيب نصار : المثقف الوطني بين الوطن المهزوم والمتزعم " وتحديدا عن حكم جمال باشا السفاح وحالة المجتمع العربي في حينه ، حيث تحولت الوشاية إلى دين يومي .
يقتبس الدكتور فيصل من كتابات نجيب نصار الآتي :
" حتى أن الأخ كان يشي أحيانا بأخيه ، وكان المتزلفون يتزاحمون على باب مقره ( أي مقر جمال باشا ع.ا.) ليتقربوا منه بالدس على بعضهم بعضا " .
ما حدث في ذلك الوقت - أي وشاية الأخ بأخيه - يحدث أيضا في أيامنا .
حين تقرأ ما كتبه نجيب نصار عن مجتمعنا قبل مائة عام تجد نفسك تكرر المثل " كأننا لا رحنا ولا جئنا " .
الأقسى مما سبق ما يرد في الفقرة الآتية من كتاب " ذاكرة المغلوبين " :
" وكان الكثيرون من العرب ، وقد قوضهم الخوف " يمجدونه ويتهمون الشهداء بالخيانة ، حتى قيل إنه لما مر بجنين ( - أي جمال باشا . ع.ا.) ذهب أب أحد الشهداء إلى المحطة للسلام عليه ، فاعتز الرجل بنفسه ( أي جمال باشا ) ، وتحقق أن البلاد ليس فيها رجال أشداء يخشى بأسهم ، فلم يحترم أحدا .. واحتقر جمال طبعا الأمة التي تعبد زعماء يتظاهرون كذبا بالرضى عن تعليق أبنائهم على أعواد المشانق " .
يحدث أن يتجسس الأخ على أخيه . يحدث هذا ، ويحدث أكثر ، فيسلم أسراره إلى المخابرات والأجهزة الأمنية أيضا .
هل أخطأ الشاعر العربي مظفر النواب حين كتب قصيدته " براءة " على لسان الأم والأخت تتبرأان من الابن / الأخ المتساقط ؟
صباح الخير
خربشات
٢٩ تشرين الأول ٢٠٢١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى