ديوان الغائبين ديوان الغائبين : سميـر دَدَم - سوريـــا - 1953 – 1992

ولد سمير نجيب دَدَم عام 1953 في مدينة سلقين - محافظة إدلب .
حاصل على الثانوية التجارية من حلب 1973 .
عمل موظفاً في مالية حلب.
نشر شعره في العديد من الصحف والمجلات السورية والعربية مثل : الثقافة , والأسبوع الأدبي , والثقافة العربية, و البيان , والمنهل .
دواوينه الشعرية : حوار الأبعاد 1979.
عنوانه : حلب - ص.ب 5219 - ج.ع.س.
توفي عام 1992 (المحرر)

حــقـــــــاً لايــــــــــدري

(1)

حقاً لايدري
إن كانت تلك العينان الوادعتان
حيث يثور البحر المثقل بالصمت العاتي
ونداء الأعماق
- هل تضرب بجناحيها
وإلى الغصن العاشق تلجأ?
هل تثقب شرنقة الأبعاد المطويه
وترى الشاطئ فيه
وترى المرفأ?

(2)

أسئلة بالبال تطيرُ ..
ولا أفق يرجى
أو كف مبصرة تنتزع غريب الأعشاب
وصديد الوهم المورق..
فوق شفاه العقل الباطن
وكتاب الزمن العاقر
أسئلة تضرب بالأجنحة الظمآنه . آه
يصفعها سوط الليلِ ..
يغيّبها القفص الساخر !

(3)

بعض القطرات
من عطر غرِّيد : طرقت نافذة القلب الواجفِ ..
هزت دالية الحلم
جمعت أوراق أغانيه المتناثرة.. هنا, وهناك
وأضاءت مرآة ينابيعه
فتدفق في داخله الماء المتواري
ارتعشت أغصانٌ ..
حلّق عصفورٌ ..
ضحكت شرفته المكفوفة..
والأفق المظلم فيه أضاء .

(4)

قالت : فلتفتح نافذة البحر
ولتجعل من قلبك عشاً .. وطنا لنوارس كلمات الضوء
إن العش قراءه
اقرأ كتب الأعماقْ :
حرِّر لؤلؤة الصحو
ولتقذف صدف الليل بعيداً
ترتدّ إلى شاطئك المتصحرِ ..
وردتك المائيه
تسكنك الأنسام الحضريه
من قصيدة: مئــذنـة الصيــف السـاطــع

(1)

باغتها الأخضر
فَسَمَتْ نسريناً
يتقاطر بوْحاً وردياً
وعصافير صباح

(2)

لا تدري من أي طريق جاء ?
وكيف النار اندلعت?
وافترشت وعر الطرق الملتوية
فانبسطت طرقاً .. آهلةً
بالنبض الأخضر
واللون المتوقد

(3)

كالطفل الغرِّ .. بلا أقمطة
وثياب لوثها الطين الآسن
ها.. تركض مثقلة بغصون النبعِ ..
وفاكهة التوت المتفتح .. للأنسام
لعصافير الأيام المنسلّة
عبر كوني الآتي إلى ..
الشرفات الواسعة العينين
ها.. تتلمس بالكفين المشرقتين
أولى الخطوات
وتضاحك أوراق الكلمات العذبة
تطبع بعض القبلات
فوق شفاه الآتي الشفاف
تسري ببراق الأجنحة الوارفة الريش..
إلى الأوج الذروة
تطرح فاكهة الخطوات المحدودة
وتعانق أغصان اللامحدود
لتضيء الأغصان, قناديل الشمس:
في كل بيوت الفقراء
في كل الأحياء المطلية بالآهات العطشى
لجداول حبّ
وفراشات تشدو
عبر مدارات الأعوام
فانتظري أيتها الأشجار العارية الأوراق:
مد النهر الآتي
ها تنفض عنها الأسمال المهترئة
تصعد مئذنة الصيف الساطع
وتبسمل باسم المنتظرين :
فاتحة البدء الساطع
تحت الشمس
من قصيدة: الثلج والعصافير الحزينة
لا لست أصماً
أو أني أتظاهر بالصممِ
لكن الدرب الموحل
- عن حبك -
آهٍ أقعدني
لا لست أصماً
أعترف .. بأن الريح الملعونة... تعصفني
أذرعة الثلج تحاصرني
تنهش لي جسدي
تنهش ذاكرة عصافيري تصلبني
وتصادر أمتعتي
أشرطة لهاتي
في زنزانة صمت .. تسجنني
أعترف بأن البردَ .. الصمت يعذبني
وبأني الساعة مقرور
جسدي يتأوه حزناً
فرَّت منه عصافير فمي وعصافير دمي



سميـر دَدَم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى