ديوان الغائبين ديوان الغائبين : سليمان الصغيـر - العـــراق - 1807 – 1831

ولد سليمان بن داود بن سليمان الكبير الحسيني الحلي في مدينة الحلة (جنوبي بغداد - العراق) وقبل أن يستتب ربيعه، ويستقر نجمه في مداره، هوى إلى تراب الحلة.
نشأ في رعاية علمية من أبيه، وعمه حسين الحكيم.
نبغ شاعراً في سن مبكرة، وهو من أسرة نبغ فيها عدة شعراء، توفي شاباً وتوفي أخ له شاعر بعده بأسبوع، فرثاهما أخوهما الشاعر السيد مهدي.

الإنتاج الشعري:
- له عدة قصائد في كتاب: «شعراء الحلة»، وقد ضاع أكثر شعره.

الأعمال الأخرى:
- له أرجوزة في النحو سماها: «نظم الجمل» مع شرحها - فرغ منها عام 1239هـ/1823م، وله حاشية على الفاكهي عنوانها: «الدرر الحلية في إيضاح غوامض العربية».
أكثر شعره في الرثاء، وأكثر مراثيه في الإمام الحسين، وله قصائد في الغزل التقليدي، تستمد صفات الجمال الأنثوي مما تردد في الأشعار القديمة، غير أنه في غزله يؤثر البحور القصار والمجزوءة، وترق ألفاظه بما يناسب الغرض، وقصائده من الموزون المقفى، متوسطة الطول أو هي أقرب إلى القصر.

مصادر الدراسة:
1 - آغا بزرك الطهراني: الذريعة إلى تصانيف الشيعة (جـ1) - دار الأضواء - بيروت 1983.
2 - جعفر النقدي: الروض النضير (مخطوط).
3 - علي الخاقاني: شعراء الحلة - (جـ3) - دار الأندلس - بيروت 1964.
4 - علي كاشف الغطاء: الحصون المنيعة (مخطوط).

لحى الله قلبي

وظَبْيٍ بـديعٍ بـالجـمـالِ لـحـــــــــــاظُهُ = لـديـهـنَّ آسـادُ العـريــــــن فرائِسُ
أتـانـا وقـد أرخى الظّلامُ سجــــــــوفَه = فبـان ابتسـام الثغر والليل عابس
فأحـيـيـتُ لـيلَ الـوصل واجتُلـيـت لنا = بـه مـن مُدامـات الكؤوس عــرائس
ولـمـا بـدا مـنه الجـبـيـنُ كأنمـــــــا = بـدا لـي جـبـيـنُ الصُّبح واللـيلُ عابس
ولاحت عـلى ألـحــاظه سِنةُ الكرى = كأن بـهـنَّ النرجس الغضّ نــــــــاعس
فـيـا حـبَّذا ذاك الزمـان وطــــــــــيبُهُ = ويـا حـبَّذا تلك الربــــــــــوع الأوانس
لـحى الله قـلبـي كم يسـامـرُ لـوعةً = لهـا اتّقـدت بـيـن الضّلـوع مَقـابس
إذا عكف اللـيلُ الطويل تسهَّدتْ = جفـونـي كأنـي للكـواكب حــارس
وأرنـو إلى الـمِرّيـخ فـي مـلكوته = كهَضْب نُضـارٍ للكريـهة فارس
فقدتُ جميلَ الصـبر منها وقد غدا = يمارس من قـلبي الهوى ما يمارس

***

فرقة وصدود

ولو حُمِّلـتْ شمُّ الجـبـال صـبابتي = لذابت ولو أن الجـبـال حديــدُ
ولا غروَ لـو أنـي قضـيـتُ مـن الأسى = فأقتلُ شيءٍ فرقةٌ وصدود
ومـا أنـا إلا مغرمٌ فتكت بـــــه = لدى الشـوق ألحاظٌ لهـم وخُدود
ومن مذهبـي أني أرى كلَّ عاشقٍ = قضى في سبيل الحب فهو شهـيـد
بنفسي حبـيبـاً حـمَّل القلبَ هجـرَه = من الشوق وَجْداً ما عـليه مزيـد
بعـيـدٌ من المرأى قريبٌ مـن الحشا = بنفسـي قـريب الدار وهو بعـيد
ألا يا حبـيبَ القـلب هل لك عطفةٌ = فيخضرّ من روض التواصل عُود
فإمّا نقضْتَ العهدَ وهــو مؤكّدٌ = فكـم نُقِضَتْ للعـاشقـيـن عهـــــــود
وفـي أَثلاتِ الجزع من جانب الحمى = غزالٌ بـديعٌ بـالجـمـال فريـــد
يـتـيـه دلالاً فـي بـديع شمــائلٍ = لـديـهـنَّ أحـرارُ القـلـوب عبـيـــــــــد

***

ذات الخدر

كـــــــــــــــــــــم ذا تحنُّ إلى نُو = وتئنُّ مـن بُعـد الـــمزارِ
وتُجـيب بـالـحسـرات والـتْـــــ = ــتَرْجـيعِ تـرجـيعَ القُمــــاري
يـاحَيَّهـم حُيّيـتَ مــــــــن = حـيٍّ بـمـنهلِّ القِطـــــــــــــــــــــار
وتعـاهدت تلك الـمعــــــا = هدُ روحَ أنفــــــــــــــــــــاس العَرار
قسمـاً بتَهـيـامـي بـهــــم = يـومَ الرَّحـيل عـن الـديــــــــــــار
لـم يبقَ لـي يـومَ الرحـيـــــــــ = ـلِ سـوى الفؤاد الـمستطـــار
مـا ضرَّ ذاتُ الخِدر لــــــــو = رقَّت لـذلّي وانكـســـــــــــــــاري
فـوحقِّ وجْهٍ خلــــــــــــــتُه = شمسـاً برابعة النهــــــــــــــــــار
وبـغصن قَدٍّ جـــــــــــــامعٍ = للـحسن أنـواع الثـمــــــــــــــــــار
إن الفؤاد عـلى مَسـيـــــــ = ـرِ ظعـونِ أهل الـحـي ســــــاري
ظَبْيٌ بـمـنعـــــــرج اللِّوى = يصطـادُ أفئدةَ الضـــــــــــــــواري
رامٍ رمـى قـلـبـي ومــــــا = أخطى فـمـنه خُذوا بثــــــــــــــاري


ديوان الغائبين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى