ديوان الغائبين ديوان الغائبين : سعدالدين مطر الحمصي - لبنان - 1936 - 1972

ولد سعد الدين أنور مطر الحمصي في مدينة طرابلس ( شمالي لبنان)، وفيها توفي.
عاش في لبنان.
تلقى علومه الأولى في مدارس طرابلس الرسمية، ثم أحرز شهادة التوجيهية السورية انتسابًا، ودرس الحقوق في الجامعة اللبنانية مدة عامين، توقف بعدها ليتفرغ للتدريس.
عمل مدرسًا في ثانوية الشمال بطرابلس، ثم في ثانوية الرشيد التي أصبح مديرًا لها منذ عام 1966 حتى زمن رحيله.
يعد من نشطاء التيار القومي العربي على الرغم من عدم انتمائه إلى تنظيم معين، أو حزب سياسي محدد.

الإنتاج الشعري:
- أورد له: «ديوان الشعر الشمالي» بعض قصائده، وله ديوان مخطوط.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من المقالات والرسائل والخطب (مفقودة)، وله عدة كتب لتدريس اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية.
يدور ما أتيح من شعره حول همومه الذاتية والوجدانية، وله شعر يعبّر فيه عن تضامنه مع الثوار الذين يبذلون حياتهم من أجل حرية أوطانهم. يميل إلى الوصف
واستحضار الصورة، ويتجه إلى استخدام الرمز. كتب القصيدة باتجاهيها: التراثي الذي يلتزم الوزن والقافية إطارًا لها، والجديد أو ما يعرف بشعر التفعيلة. تتسم لغته بالتدفق واليسر مع رقة في العبارة، وحيوية في الخيال.

مصادر الدراسة:
1 - المجلس الثقافي للبنان الشمالي: ديوان الشعر الشمالي - دار جروس برس - طرابلس (لبنان) 1996.
2 - لقاء أجراه الباحث محمود سليمان مع عدد من زملاء المترجَم له - طرابلس 2004.

ملعب الحب

لـحظُ عـيـنـيك لِمْ أراه هُيـامــــــــــا؟ = أبـدًا يرشقُ الفؤادَ سهـامـــــــــــــــا
إن عـيـنـيكِ مهـرجـانُ ربــــــــــــــيعٍ = والصِّبـا فـيـهـمـا يغنّي الغرامـــــــــا
كلـمـا غنّى فـيـهـمـا العـشقُ يـــــــومًا = لـحظَ عـيـنـيك جُنَّ حـبّاً وهـامـــــــــــا
نـوّر الفجـرُ مـن سنـاك ريــــــــــــاضًا = فغدت تضحك الـورودُ ابتسـامـــــــــــــا
والهـوى نشـوانُ يغنــــــــــــــي طروبًا = هـائمًا يسكب الهـوى للندامـــــــــــــى
شـرب الـحـبُّ مـن لـحـاظك خمـــــــــــرًا = فتغنّى مُتَعْتعًا ثـم نـامـــــــــــــــــا
سكر الـحسن فهـو كـم يبتغـي مــــــــــن = لـحظ عـيـنـيكِ للغرام مُدامـــــــــــــا
إن عـيـنـيك مـلعبُ الـحـــــــــــبَّ يلقى = فـيـهـمـا الـحِبُّ سلـوةً وسلامـــــــــــا

***

ثائر يحتضر

وقال: محال!
وجفنٌ تسمّر خلف التلالْ
وتحت الظلالْ
تصيح الجراحُ بسرِّ الحياةِ
وتبكي العيونُ
دموعًا تنوء بقيد الجفون
وطار الخيالْ
إلى موطن الحبّ حيث الجمالْ
تباشيرَ صحوٍ وهمسَ مياه
يدغدغ أغصان كرمته
وهذا الصباحْ
ترانيمُ طيرٍ وصوتُ رُعاهْ
ودفءٌ تعشّق وحْي الظلال
فلا لن تراهْ
دروبٌ تعانق حضن الجبالْ
وطار الخيال
فصوت الصغار هديلٌ جميلْ
وطيفٌ هزيلْ
يوزّع أنفاسَه البائسهْ!
«سيرجع زوجي ليسقي التراب
ويحنو على الكرمة الناعسة»
وقال: محالْ
فزوجُكِ يسقي الترابَ دِماهْ
ليحيا الصغار
لتورقَ أغصاننا اليابسهْ
لتسطع شمس فويق البحارْ
فدربُ الحياة سواقٍ يعربد فيها النجيعْ
وكان الصقيعْ
يجمّد أنفاسَه البائسهْ
فليس محالْ
ستورق أغصانُنا اليابسهْ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى