ديوان الغائبين ديوان الغائبين : حميد فرج الله - العراق - 1941 - 1978

ولد حميد بن محمد رضا فرج الله الحلافي في مدينة النجف، وفيها عاش جل عمره، وبها توفي.
عاش في العراق.
تلقى تعليمه قبل الجامعي في مدارس النجف، ثم انتسب إلى كلية الآداب - جامعة بغداد ونال شهادتها الجامعية (1962) - وبعد مدة عاد فانتسب إلى كلية الحقوق
- جامعة بغداد أيضًا، وحصل على شهادتها (1976).
عمل مدرسًا، ثم مديرًا لمتوسطة السدير، فمديرًا لثانوية التحرير الثقافي، المسائية في النجف.
يغلب على أسرته - من ناحية الفكر السياسي - الاهتمام بالتوجهات (اليسارية).

الإنتاج الشعري:
- له قصائد منشورة في كتابي: «الثورة الجزائرية في الشعر العراقي» و«فلسطين في الشعر النجفي المعاصر»، وله ديوان شعر مخطوط - محفوظ عند أسرته - سماه: «أغاريد ونفحات».
غلب على شعره شعور ثائر وجد متنفسه في القضايا القومية، وبخاصة فلسطين والجزائر، يعبّر عن حلمه التقدمي بتصور المستقبل وتحدي المعوقات. إن صيغة الطلب
والنداء والرجاء تتردد في أبيات قصائده الوطنية، فتعبر عن تشوّف وتشوّق ومبادرة.
تميل قصائده إلى الطول، والنزعة الخطابية.

مصادر الدراسة:
1 - جعفر باقر آل محبوبة: ماضي النجف وحاضرها (جـ3) - المطبعة العلمية - النجف 1955.
2 - حميد المطبعي: موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين (جـ3) - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد 1995.
3 - عثمان سعدي: الثورة الجزائرية في الشعر العراقي (القسم الأول) - دار الحرية - بغداد 1981.
4 - كاظم عبود الفتلاوي: مستدرك شعراء الغري (جـ1) - دار الأضواء - بيروت 1423هـ/2002م.
5 - محمد حسين الصغير: فلسطين في الشعر النجفي المعاصر - دار العلم للملايين - بيروت 1968.



رحلة

طـويـتُ الفلاة وجُبْتُ الخطر = أحثُّ الخُطى لغدٍ مـنـــــــــتظَرْ
بـلـيلٍ يلطِّف أرجــاءَه = نسـيـمٌ يــــــــــــــــــداعب خدَّ الصخَر
تلـوِّنه خـصلةٌ مـن شعــــاعٍ = تبعثرهـا فـيـه بُقـيـا قـمـــــــــــــر
ألـمَّت بأغلـبـه غـيـــمةٌ = وأخـفت نجـومًا غـيـــــــــــــومٌ أُخَر
سهـرتُ أراقب طـيف الخـيــالِ = فعـيـنـيَ إلفًا غدت والسهـــر
وبتُّ ألاحظ ذاك الجـمـال = بذهـنٍ شـرودٍ لـوقت السحــــــــر
فتجذبنـي فِكَرٌ مـاضـيــــــــــــــاتٌ = وتدفعـنــــي مُقْبِلات الفِكَر
لأتبعَ حـبـي الـذي قـد ســــــرى = لِشُطآنكـم إذ رســـــا واستَقَر
تـمـرُّ بأخـيلـتـي الـذكريــــاتُ = وتَعـرِض مـنهـا ببـالـي صــــور
فأسبح والنجـمُ فـيـمـــــا مضى = وأُبعـد عـنـي عـنـــــاءَ السفر
أمـنِّي الفؤاد بأن نلـتقـــي = بُعَيْدَ الطلـوع بصــــــــــــــــــبحٍ أغر
فلـمّا وصلنـا وكـان الصـباحُ = وبـان الـحـبـيب استطـــــار النظر
صـبـاحـان شعّا فـيـا دَهْشـتي = تحـيَّرَ مـنـي الـحِجـا والـــــــبصر
فـمـن مـنهـمـا يـا تُرى مُنْيـتي = ومَنْ كـنـت فـي لـيلـتـي أنــــتظر
فلـمّا رأتْ حـيرتـي أقبـلـتْ = ومـن شفتَيْهـا الشذا يـنـتشــــــــــر
وقـالـت تعـالَ حـبـيبـي إلــيَّ = وهدِّئْ شعـورَك يـا مـــــــــن ذُعِر
تعـالَ اطَّرحْ مهجتـي ســاعةً = وأطفِئْ لظَى شـوقك الـمستعــــــــر
فقـلـت اغفري لي لهذا الذهـولِ = وقـد يغفر الـذنـبُ مـن يـــقتَدِر
لظى الشـوقِ أحـرقنـي مـثلمــا = أحـاطَتْ ببـغدادَ نـارُ الــــــــــتَّتَر
دنـوتُ وقبَّلـتُهـا قبــــــلةً = سـيبقى مدى الـدهـر مـنهـــــــــــا أثر
أدارت ذوائِبَهـا حـولنـــا = لـتحجـبَنـا عـن عـيـون الـبشـــــــــــر
تُشـابك مـنـا الشمـالُ الشمـالَ = وأيـدي الـيـمـيـن فُوَيْق الظهــــر
لأجلك يـا قبـلةً فـي الهـــوى = طـويــــــــــتُ الفلاةَ وجُبْتُ الخطر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى