مجدالدين سعودي - حفيظ الشيخي في النص الزجلي (الاحتياجات الخاصة): عندما يولد الابداع من رحم المعاناة

استهلال
بعفوية صادقة ونصوص زجلية واقعية بطعم الواقع، يكتب الزجال عبد الحفيظ الشيخي بعفوية وبصدق رغم خطابه المباشر، لكنه يعبر عن صدق نفسه وروحه.
في نصه الزجلي (الاحتياجات الخاصة) يفتح جرح المعاناة والاعاقة بجرأة وقوة.
1 تساؤلات بطعم المرارة
بصيغة التساؤل المفعم بالمرارة يعبر بصدق وشفافية شاعرنا عن فئة مهمشة تعاني لظروفها الصعبة، فتكون الصرخة المدوية بلسان حفيظ الشيخي:
(مال الاحتياجات...
الخاصة؟)
هي صرخة نابعة من القلب ولكن هذه المعاناة ألهمت أدباء وعلماء بصموا التاريخ الإنساني باختراعاتهم، فظهر عميد الأدب العربي طه حسين زعيم قراءة الأدب الجاهلي بطريقة جديدة ومغايرة وعلماء وفنانون حولوا فقدانهم للبصر أو غيره الى ابداع متكامل.
أمين معلوف ذات يوم لقد قال: (وحدها المرارة كفيلة بهزيمة الإنسان). لكن بالعزيمة والإصرار نحول معاناتنا الى ابداع وفن بديع.
2 ظلم ومعاناة
بأسلوب عفوي يصف لنا الشاعر حفيظ الشيخي معاناة أصحاب الاحتياجات الخاصة، ويلخصها في وجود الظلام والحرمان من البسمة والقهر، يعيش الأنسان هذه المعاناة بسبب ظلم المجتمع وتهميش الحكومات لهذه الفئات التي تحتاج مساندتنا وتقديم كل الدعم لها. يقول بصوت عالي حفيظ الشيخي:
(مال الاحتياجات...
الخاصة؟
ما شافت النور...
غير الضلمة
محرومة...
من البسمة
مقهورة)
ويواصل اظهار هذه المعاناة قائلا:
( كولشي عليهم...
تخلى
وللي قادر...
يعطي ابقى
يتسنا )
3 في التحدي
الجميل في عزيمة وصبر ومواجهة الشاعر حفيظ الشيخي هو مواجهته للحياة وتحويل همومه الى نصوص إبداعية زجلية صادقة.
يقول عبد حفيظ الشيخي:
اشحال تحدا...
باش يتهنا )
خاتمة
حاولنا باختصار شديد تحويل صرخة الشاعر عبد الحفيظ الشيخي الى مرآة حقيقية لنظهر نقائصنا وسلبياتنا تجاه فئة أصحاب الاحتياجات الخاصة وفتح المجال أمامهم في الملتقيات الثقافية ليوصلوا أصواتهم النقية وصرخاتهم ضد التهميش والظلم.
مجدالدين سعودي . المغرب
النص الزجلي (الاحتياجات الخاصة)
حفيظ الشيخي
مال الاحتياجات...
الخاصة؟
ما شافت النور...
غير الضلمة
محرومة...
من البسمة
مقهورة...
على القمة
مكوين...
من الحكرة
كولشي عليهم...
تخلى
وللي قادر...
يعطي ابقى
يتسنا
ما بقات الكلمة
اشحال تحدا...
باش يتهنا
حفيظ الشيخي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى