أمل الكردفاني- مسرح العبث ليس بنيوياً

يظن البعض أن مسرح العبث له معايير داخلية متماسكة. البعض يميل إلى البنية الشكلية والنظر إلى تفكك اللغة، ولكن الأكثر اقتراباً من مفهوم العبث، هو الجانب، التكاملي للعمل الأدبي (ليس المسرح فقط). أي النظر والتأمل في (الشكل والموضوع) سوياً، فالعبثية absurdity هي تجمع لقوام غير متجانس من الفلسفات القديمة كالكلبية وفلسفات حديثة كالوجودية والدادائية،..الخ، تصب كلها في نظرة متشائمة للعالم، بحيث تراه بغير هدف ولا معنى ولا جدوى. لذلك لا يمكن الإرتكاز فقط على مسأل اللغة المتفككة، فهذا ما قد لا نراه بوضوع عند أونيسكو أو حتى آدموف، أو حتى عند بيرانديللو أو جيري بل ويمكننا أن نصف بعض أعمال برنارد شو أيضاً في خانة مسرح العبث، كما يمكننا أن نمد العبثية نحو الأجناس الأخرى للأدب كالرواية ومن ضمن ذلك أعمال جيمس جويس وما كتبه صمويل بيكيت نفسه في هذا الجنس الأدبي. ويمكن ألا نصنف الكاتب بل العمل نفسه، وهذا هو الأصوب في رأيي، إذ ليس بالضرورة أن يسجن الأديب نفسه في تصنيف ضيق واحد.
إذا فمسرح العبث ليس بنيوياً، بل زخم خارجي وداخلي، يمكن استشفاف حضوره من خلال النظر في كامل الوثيقة الأدبية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى