محمود شاهين - معنى أن يكون الخالق طاقة عقلانية غير طقمادية؟

شاهينيات 1529

يبدو لي أن فهمي ما يزال ملتبساً حتى على المثقفين . حين أتحدث عن قائم بالخلق كطاقة عقلانية غير طقمادية تسري في الكون والكائنات وتتجلى فيهما، فأنا أتحدث عن عقل غير مادي بالمعنى المعروف ، فغير الطقمادي هو ما لا تنطبق عليه كل مواصفات وشروط المادة والطاقة المعروفتين ، وحين يتجلى، يتجلى في الوجود كله بكائناته ومجراته وكواكبه ونجومه ، وليس في كائن بعينه ، فما يسري في أي كائن هو نقطة من محيط كوني للعقل الخالق ، وبالتالي هو ليس المحيط وليس العقل الخالق ، هو مجرد نقطة لا غير قد لا تعني للخالق شيئا . ولا يحق لأي إنسان في الوجود أن يقول ( أنا القائم بالخلق ) أو أنا الله ، كما كان يقول بعض المتصوفة . والوحيد الذي يحق له أن يقول ذلك مجازا هو الوجود نفسه بكائناته ومجراته . ولماذا مجازا لأن الخالق (الله ) طاقة عقلانية، أي عقل غير مادي بالمعاني المعروفة للمادة كما أسلفنا . والوجود يتجلى بالمادة وكل تعريفاتها ومواصفاتها ، وهو ليس الله بل تجلياته . لذلك لا يمكن أن تتجلى هذه الألوهية في إنسان مهما كانت صفاته. آمل أن يكون هذا واضحا.


*****

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى