صفاء عبد المنعم - فرح خاص

كان عليها أ ن تمشي من بين مبنى الاهرام إلى أخبار اليوم . الجيب الضيق المصنوع بحنكة , أضاف إلى جسدها تماسكا , وأعطاها انسيابية وتحكم فى خطواتها . المسافة .. شارع قصير . ولكن : كان عليها ان تقطعها بصعوبة وإمتاع , لأن حركة الجيب ضيقة , وخطواتها بطيئة , تحمل فرحا خاصا , داخل جسدها الذى بدأ يتحرر من برد الشتاء .. يشعر بنشوة الدفىء . الأفراح الخاصة قليلة وبعيدة . ولكن المتعة المستمدة منها عميقة ودافئة . البنت صاحبة الجيب , والفرح الخاص , والتى تمر من بين المبنى , وتتخطى خمسة عشر مترا تتألق فى نعومة المستسلم للغواية والحب . الحب الذى تريد ألا يفارقها , وحاملة فرحها الخاص به . الواقفون لا يعجبهم هدوءها , نشوتها , شرودها جسدها المستسلم للأحكام والحركة المنتشية , والمنبعثة من داخلها , فهى تمر جد بطيئة , ومتعبة , وحاملة فرحا خاصا . هي راغبة فى الالتفات لشئ سوى الوصول للمبنى . المنتشون بعطرها , المار من أمام أنوفهم . والمتأملون لنشوتها , والحركة والبطء , أخذوا يصورون أوهاما عن جسد المارة . انسيابها , حركتها , أحكامها , البطء , النشوة المنبعثة من داخلها . هي تمر وحيدة متوحدة . وهم يفرغون أفواهم .

صفاء عبد المنعم
مجموعة بنات فى بنات
صدرت عن هيئة الكتاب عام ٢٠٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى