كمال الزبدي - رقية معزوفة الى أبي رقراق

نهر الليل حبي المتواقد
ينساب بين العدوتين
ينساب في المساء الآمن الوديع
المخيم على القريتين.
وها هنا، على ضفة من ضفتيه
يريح الربان مجذافيه
منتشيا بالجمال الالهي
ساجدا لرب العالمين
مصباحه المتوقد
يلقي بوميض أنواره المحتدمة
التي تنتشر خيوطها على الأمواه المتموجة
بسفح الغابة النعسان
وها هي الصوامع الآن
تنتصب لامعة في قامتها الميادة
كما لو أرادت هي الآخرى
أن تنطق بالشهادة
بصوت أعارته الى الصمت الأبدي
الجاثم على الأمجاد الدفينة
في فوهة مصب جرئ
فاغر فاه .
وها هو البحر المحيط
من بعيد
يزبد ويرعد
على صهوات خيوله الزاحفة .
ألحانه المزمجرة
تقيم وتقعد
صخوره المكفهرة .
خلق من الأشباح الرشيقة
يحلق حول الفنار
ويرسل أصداءه الراشحة
عبر القنوات العتيقة .
هنا تحت قبة السماء متبتلة هائلة
تسللت برفق عبر الأثير
لتقدم الى نهر أبي رقراق
معزوفة رقيتها الشجية،
لتقدمها قداسا الى نهر صغرى
الى هذا الفراش الأسطوري
لحبي الساذج العذري … !
أعلى