حسن مستعد - أسكن جرح ظلي

أهجريني ،
خريفا ،حين تختبئ العصافير في صدري ،،
و تهاجر النوارس من رأسي إلى قدماي ..
اهجريني ،،
حين تواريني سحابة بيضاء ، سماء ، عن عيناك ..
و تخفيني أوراق بلون التراب
أرضا ، عن خطاك ..
أموت ،،
أموت ،،
و أترك الرياح تراود رماد صداك ..
أهجريني ،،
شتاء ، حين تنام في عيوني
براكين شهوتك العذراء ..
و يزحف صوب جسدي من كل الجهات ،،
صقيع جحيمك المتكسر كمراة..
أهجريني ،،
حين تمطر في داخلي و خارجي ، السماء ، عراقات...عراقات..
أموت ،،
أموت ،،
و ليس الموت ، إلا ريحا يبعثني نبيا ،
من رماد صداك ..
أهجريني ،،
ربيعا ، حين تتوه فراشات نبوءتي ،
في حدائق معلقة على نهديك ،،
و تعرج أسراب النحل عن أزهار
شنقتها غلسا ،،
ظفيرة من سواد و دخان ..
أهجريني ،،
حين تسافر الروح مع الرياح و الرمال ،
و يغرس الجسد عضوه في رحم من ماء و نار ..
أموت ،،
أموت ،،
و أعلق وصيتي فوق زيتونة مباركة خضراء ..
أهجريني ،،
صيفا ، صيفا حين تتكسر في ذاكرتي ،
الأشياء و الأسماء ..
و تجف في شراييني الدماء ..
و في حقول جسدي المياه
أهجريني ،،
حين تجرح الشمس راحة ظلي
و يغتصب السؤال سمرتي ، من خلف ستار ..
أموت ،،
أموت ،،
و أدفن جماري و أسراري
في رحم الصحراء ..
أهجريني ،،
على مدار الفصول و الأعوام ،
و اتركيني أسكن جرح ظلي ، قليلا
و أراود شظايا حلمي ، قليلا..
لعلي أبعث ثانية من جمرة قلقي ،
طفلا ليس ككل الأطفال...

حسن مستعد - كاتب و شاعر
أعلى