محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الجروح تطعن عميقا ً

الجروح تطعن عميقا ً
كأنها أصابع أم تُطعمنا الوصايا ، أحس بها دافئة وشرسة
إلا أنني لم أثق بالضماد يوماً،
قوائم المشتريات تأكل المشتريات ، أصل بأكياس فارغة
أقضم الخيبة وأنام
ونظراتي تعاتب القائمة،
اللحاف يحتك بالجسد العاري ، بالأصابع التي تنقر على الهاتف ، بالزغب الخشن على صدري ، بالصدر الذي يهبط ويرتفع، كموسيقى هادئة أو كرقصة،
بعضوي النائم على ذكرى اُنثى
وأنا
في تمام الواحدة ليلاً،
اُراجع المُدن الصديقة في الملاءة ، الأغبرة الحارة على الجوارب
النوافذ التي احتلها الانتظار
والأبواب التي نامت دون قُفل،
العالم فوضوي،
لابد أن الآلهة قد تشاجرت في مكان ما
كل هذا الموت ،
ولا امرأة نقبلها ...
كل هذا الموت ، ولا أريكة على ضفة تصلح لقصيدة،
كل هذا الموت ...
ولا قبر دافئ بما يكفي لنحييه،
وكأننا قاب نكتة من الضحك ، خذلتنا الأسنان التي جاعت، فأكلت ألسنتنا،
وحيداً أتسكع في الثلاجة ، في الأطعمة التي تنقصها الضجة لتنضج،
وحيدًا في اضطراب النافذة ، أتوسد العابرين خارج الشُرفة،
وحيدًا في صدر الحبيبة،
اقتفي أثري، مرتديًا في صدري وطنا ، وفي حذائي سجنا ، وفي الرأس ملايين الأطفال الذين تقيأتهم صُفرة ...
وحيداً
في نفسي ، في الترهلات ، واللحوم الإضافية للجسد ، في الزيارات الخاطفة للمدعوة اُنثى،
في الجرائم السرية ، والأسئلة التي ألوكها بالسنة الأشياء،
كيف يقول المُرهق من الارهاق كفى،
أأشتعل مثل كل الأرامل اللواتي شاخت فراشاتهن ؟
أأضحك ككل الذين طعموا الهزائم بالنكات ؟
أأسقط في الحب مثل من ينتظر شيئًا ؟
أم أواصل إحراق الشتاء بالكلمات، واكتب الشعر ؟
الكثير من الشعر
أفضحني للوجوه التي علبت أحزانها ، أو تعشت بالوهم،
للسجون التي تأكل الحُراس أكثر من الابطال المنسيين، للُعب الكرتونية الناطقة ، للأحذية التي تركل المسافات ولا تحرز هدفا ، للصحف التي تغشنا بالبطاطا والأرز ، والاتفاقيات الجديدة ، بشركات السيارات التي تسلبنا حديقة وتُعطينا الكثير من الأسفلت،
افضحني بكل هذه الشيخوخة والعمر الذي يلتهمه التسوس،
وحدتي الشرهة بالأشخاص والمدن والنساء،
والسجائر التي لا تدخر سعالًا،
أرسم بابا في الهواء ككل المجانين،
لكنني لا أطرقه ، أخشى أن يُفتح على جرح،
ابني زورقًا من القماش ، لا أصعده ، أكره الوصول
أنحت حلمةً من الحزن لأمتصها ، وأخشى الفطام،
هكذا أعبث بالليل،
كجرو أنهكه الشتاء، وردته المزبلة،
أضمني لنفسي،
وادخنني حتى أتلاشى ...

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى