محمود شاهين - تجليات الخلق والخالق !

شاهينيات 1536

حين أراد الخالق أن يتجلى من كمونه الطاقوي البدئي، الذي كان الأول، ولم يكن قبله شيء ، انبعث منفجرا ليضع أسس الكون. وحين أراد أن يخلق لذاته حياة بدأ بخلق الكائنات الحية. وحين أراد أن يعمق فكره بث عقله في هذه الكائنات . وحين أراد أن يرى خلق لها عيونا ، وحين أراد أن يسمع ، خلق لها آذانا ، وحين أراد أن ينطق ويتكلم خلق لها ألسن ، وحين أراد أن يشم خلق لها أنوفا ، وحين أراد أن يأكل خلق لها أفواها .. وهكذا إلى أن وصلت عملية الخلق إلى ما وصلت إليه دون أن تبلغ الكمال الذي يسعى إليه الخالق، وهو بناء حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال .. لذلك يمكن القول أن الخالق كعقل طاقوي لا يتكلم إلا بألسن خلقه ، ولا يرى إلا بعيون خلقه ، ولا يسمع إلا بآذان خلقه .. وهكذا ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى