مصعب الرمادي - مشاعرُ الوحش

To : Max Marc Anthony


I

من الدرجة الأولى أم تراها عبر ما لم يعد كفيلاً بأن يعايرهم وفرضية ضلوع الظل في الظل لئلا تظل بهم يحيا الى يوم القيامة حيلولة بالمتعدي لا تحصي بها مغادرة غرام مساجلات النقيض ؟! . مِن الأول تراها أم من الأخير أم إنهما من رجحان تخمين عرش الماء وكل من قد لا يفلح في الإجابة على سؤالهما الوجودي المُضجر : " من أين لهم كل هذه القدرة على التباطؤ و المماطلة و التأجيل ؟!"

II

يا لها من دمامةٍ مُنفَّرةٍ لا تني تحَرضها غوايتها لتشويق الحواديت الشعبية في آخر مخدع المساء على أقل تقدير من ختل الخيارات المطروحة كالتي لا تزال تحل بَكوابيس اليقظة ملحقةً بالغ الأذى والفزع بالضحية !.. يا لهُ من تصنيعٍ لا يكاد تصَّنع خيال الأساطير لولا توحش الخرافة السينمائية والتى بها لم تستفرد الهيدرا بغير المرغوب به مما لا يهرم ولا يموت أبداً نظراً لما تتمتع به قدرتها على التجدد عبر امتلاك المتمزق من أعضائها المبتورة و التئام الجروح وولادتها من جديد لتنمو بشكل كامل!..

... ..

وكما لا يكف السلبي في المضي قدماً بالتفكير في تقويض بنيان العالم المرصوص لا يزال يسلك المنحرف ما يؤدى الى تلف فطرة المتدرج لئلا يستحيل من تحولٍ لا يفني مجرد ابتداعهم لمستحدثات إستخدام القوة لصالح تلبية الحاجة للآخر أو مقتضيات المتحرك صوب ما قد يسكن إلى جانب الحتمي من تجوهر فحوى الموجودات .

III

على النقيض مما كان ينبض بالجوار تهجسُ العوالم الزائلة بالممكنات التى لن تجد عبر مندوحة الذرائع والأسانيد ما قد يدفع قد تقرح البلوى بمحاولات إعادة ترميم الحطام وما تكبت من شروخ القتامة و الكآبة واحتقار الذات وانكسار الهزيمة المذل .

IV

وليس ان يناوئ بالخصومة المُستحكمة لذاتِ تتَّطلع الهدم كمثلِ من به لا يجدي فتيل ملازمتهما و الهيدرا بالمتحقق من معايير الخروج عبر تزمت القطيع المنسرح مما تتنكبت خبرة المؤلم عبر برهان من مقارعة محجة الدامغ وتأنيب من ضمير الغائب.

... ..

وليكن المغزى دالة ما يتجشم به المتفاني بصبوة معاودتهما للحنين إلى فردوسها الأرضي ليكن بها معالجة العقل والمادة بما لا يسع مجالاً لردم الهوة بين الشدة و اللين او بين ما لا يطاق من تبرير اللامجدي و رتق فتوق المنطوي على طريق مسدود وتشاؤم مطبقٍ ومساعيٍ خائبة وليست ذات قيمة تذكر .

V

تعقيل الروابض لا يستحق مشاعر الهيدرا او يتوحش بعزلة الكائن الخلوي لردح من غيبوبة المصحة العقلية . تعقيل الجوامد لا يعزي المكلوم في استرداد خسارة الساحق من هواجس النكبة خلا من لم يدين المؤثر بطامة مضارعة النشوة لمشاكلة سعادة الوحش القصوى .

VI

ولا يسألها عن السبب من كان هناك بججيم المأساة قبل مغادرة الهيدرا لمتردم لم ينطوي على تعرضهما لتمحيص المؤمن قبل تجسد الظاهر على مواجهة المختار وإنقطاع السبل الملتوية و المفضية الى الدرك الأسفل من الََناَّر.

... ..

الملذات زائلة لا محالة غير ان الهيدرا قد تستطيع تجنب المعاناة والظفر بطمأنينة العيش بشرنقة الدواخل . الملذات قد لا تنازل الهيدرا على صيرورة برزخ الموت والبعث والنشور غير أنها قد تستطلع البرهة الوجيزة لترد لها بالقدرة الإلهية العظيمة الغاية من تفاسير الهيولي وطاقة المادة التي لا تني تستأثر بمجامع المسترعى من قصور ماهيات الخام .

VII

قبل وهلةٍ خالدة التجدد أو نحوها لم يكاده الكلل لولا محاصرة المضابط لحكة ريش القُبرة بمعراج الرؤيا المواربة بمكر ما كانت تشي بها لوحات الفنان السريالي. زهاء انقطاعٍ عن مزاولة الإفراج المؤقت صار في مقدور الخطفة المباغتة أن تحرضهن على تكاليف المتضمن لرسالة التبليغ لولا قيامة ما لا يعول من جدل الثواب والعقاب .

VIII

قليل من التأمل قد لا يؤخر من إصابة كبد الحقيقة في مقتل : "لا شك في نهاية مؤكدة " . كثير الظن أن تراني والهيدرا في انقطاع المستمر أو قبل اعتكاف المنذور لوشيك المتعلق بقشة فوق تلاطم لجة أمواج المسجور .

... ..

المطلق منطلقات العلة و المعلول او بهما لمحض تشويش رادار الاجتياح ما ظلت عليه تجترح محايثات مجادلتها لمناظرة "الجبر و الضرورة" و "الثابت و المتحول" .. الخ لتظل بما كانت ترومه لاعتبار تهيأ التشبع بنصف الاناء الفارغ . المطلق من تفاني غاية التفلسف بنسبية العدم عبر نكوص المتميز جراء حتمية الوجود الشحيح لموت طفيف لا يزال تدحض به فرية المعاني التي لا تحرضها الشرور على تلافي ضير الملتبس من مشيئة البلايا و التي لا تركن إلى تأطير تعقيل التسوير .

IX

يقصد البدائي وهو يحجل بفحيح النار في رقصة الموت المقدسة . يقصد الأنثى في كامل أبهة تجاعيدها في المرآة . يقصدهما ومن لم يتجنب الموت بعد الشيخوخة قبل لاهوت الوردة الحجرية وبعد الترانيم الكنيسة والطقوس الجنائزية التي عنها لا يسأل العَّراب الأعمى عن سحرهم الأسود و عن اليأس و الوهن كما لا يظل من انشطار الخلايا الوليدة شطوح معاودة استزراع جذوع النسيج الهامد .

... ..

ولان الملحمة لم تكتفي بالتفلسف عن كينونة الماهيات وصيرورة المتحولات المنظورة لمجرد تقاعد المتقدم من نواحي مجادلة المتفاني صار مما لا يظهر من تقدير المعاش استنساخ الخلايا الجذعية لموت لا ينتظرهم عند محفة الموت الأشهى شجرة الغرقد اليابسة .

X

وقد تتحرج الطبقة من عنصرية مكاشفة أغوار المجاهل السحيقة . وقد تبدى حلكة الدياجير قتامة المرائي و التي بها قد لا يقصد الخلل البين بعد تراجع المتقدم من تفكير معركة التقاليد .

... ..
البشرية المعذبة لا يبررها صنيع تحول الثابت إلى غيرهما كما قد تسقط عن دمامة وقائع معاذيرها اوطار لم تحظى من المتعة منال فضول الشغف المدل على ذات الهيدرا المحضة . البشرية المنذورة لمشاعر الوحش الرابض في كهف التردد والإحجام لا يبلبث بالبسالة العظيمة أن يستعيد تغريبة الخواء المذعن إلى افتقار الحياة لمعنى قد لا يؤكد استمرارها .

XI

وكما لا تغفل الاثارة الدرامية مكنونات ترميز حبكة المسبوكة لا يصدرُ عن تعاويلها لصراع هرقل بالكهف المرعب غير اضطراد التصاوير و المشاهد في الوقت الذي قد لا تسع مكنون مسرد مخلوقات الأساطير الإغريقية قصة التنين ذو الرؤوس التسعة و ما ظلت به بطولة الباطل قيد محاربة الوحوش الضارية و تدريب الهيدرا على القتل و الدمار لولا هزيمة حارس بوابة العالم السفلي ودفن الرأس الأخير المقطوع الذي لم يفنى الإ بعد بمحرقة الحفرة العميقة .


XII

وليس بالمأوى قابيلة للتكيف تحت عيون مراصد المجهر المثابر . كما ليس زوادة من ما لم يخرج عن مألوف قبل ان تخفيه بالجداول والبحيرات العزبة الذي به يفتقر إلاَّ إلى دماغ بشبكة خلاياه الدماغية اللاذعة والسامة . كما ليس ان تملك الهيدرا القدرة التشبث بفريسته من براغيث البحر كمثل ما لا يملك بمجساتها وأنيابها خطاطيف لا تلبث إلأ ساعة وتدرك الدقيق من استبدال كل خلية بأخرى قبل غواية تشويق حذافير تصميم معجزة البدائي.

... ..

بينما ليس من تفاريعٍ قد تجَّملهم به الأكاذيب الفارعة لئلا من مغامرة الأعضاء الخلوية ما قد ينجم عن بلوغ عورة المتكلس جراء رعونة الناقص لا يأتي حيلولة ما قد لا يقع تحت تصرف المختلف على لدغ المشلول و تكمين فخاخ المحتمل. بينما قد لا تلمس من تجوهر مصادفتهم السعيدة غير مقاصد مجسات الهيدرا يكمن دون مواضع الفتك و مواطن النهش الذي لا تزال بها خيوطها السامة بمهالك مصارع الضحية حتى تنال مقصدها.


XIII

الحياة الأبدية لا تركن مع مرور الوقت إلى دعة حظوة الروحاني كما لا يحرضها سواهما و الينبوع على ضير لا يلبث و أن يتجدد و شيخوخة الحجر عبر خرير الجدول والنخلة حينما لا سطوة قد تكمن وراء إجتراح خلل المتراكم.
_____
* من ديوان : ( هيدرا ) بمدونة الشاعر مصعب الرمادي الإلكترونية على جوجل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى