مروة آدم حسن إكبيرة - زغاريد

كيف أنجو من الكَــلامِ
وهـذه اللغةُ طافِــحةٌ
على جِــلدي
اخترتُ يوما أن أصمُت
دقيقةَ حُزنٍ..
على نفسي..
على جُرحي..
على هذه الأفواهِ
التي تنزِفُ منّي
لكنّني انفجرت..

صرخة واحـدة
وتناثرتْ أشلاءُ الكـلامِ
ها هي لُغتي
تطفحُ على جلد الكون
قصائد من السُّـكّر
على لسـان نملةٍ مُتذمِّـرة
وقصيدةٌ من العســلِ
على ذيـلِ نحلةٍ مُشكِّـكة
قصيدةٌ ذهبتْ مع الرِّيـح
وأُخرى التصقتْ
بأرجُـلِ الصراصير..
لُغةٌ تنســابُ
على جناحِ فراشة
بعد أن ضاقتْ
عليها صُـدورُ الفيلة!

كعُصفور
حَمَـلَ السماءَ في قلبِـهِ
وهو ذاهبٌ إلى القفصِ
شهقةٌ واحدة
تلك التي ابتلعها
كُلّما زقزقزتْ له
زقزق لها
ليزفُـرَ شيئا
من العالقات في صدره..
وشوشةِ الأشجارِ في أُذنه
تنهيدةِ زهرةٍ على أنفِه
كُلما رفرفَ من الغاباتِ شيءٌ
انتفضَ قلبُهُ من القفصِ
ورفرفَ له
وكيف ينجو من الزقزقةِ
عصفــــورٌ
تُرفرفُ السماءُ في عينيه
كيف ينجو من الكلامِ
شاعرٌ
يُغريه الشعرُ
بالدروشة
كيف ينجو من الشعرِ
درويشٌ
تُقبّلُهُ القصائدُ كُل يوم

كانت دقيقة صمت
كانت دقيقة صمتٍ كافية
لِكُـلّ هذا الصراخ
ها هي قصائدي
تذهبُ في كل اتجاه
بلا بوصلةٍ..
بلا هدفٍ سوى
أن يطفح هذا العالم
بالغناء.. بالرقص.. بالزغردة
بشظايا الكلام
الذي لفظه جلدي
كان لابُد أن تبتلعني السماء
في الوشوشات..والتنهيدات
كان لابُد أن يشطح العالم معي
بأساطيري.. ومجازاتي البعيدة
كان لابُد أن تتسع الأرض
بالأحصنة التي تجمح بخيالي
كان لابُد أن يُزغرد هذا الكون
بتلك الألسنة
التي ابتلعتُها وحدي..

ديسمبر 2021

مروة آدم حسن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى