عماد مجاهد - رصاصة خرجت من جسده واتجهت للبحر.. قصة

ازداد عدد القتلى في المدينة في الساعة السابعة. قُتل عشرة دفعة واحدة، في الساعة الواحدة أصبحوا عشرين، في الساعة الرابعة صاروا أربعين قتيلًا..

قال طفلٌ إنه شاهد رصاصة تسبح بهدوء وبطء شديدين في الهواء. أمام عينيه ارتفعت لأعلى متجهة للطابق الثاني، دخلت من النافذة الخضراء، وكما رآها تدخل من النافذة الخضراء رآها تخرج منها مرة ثانية. بعدها بدقائق سمع صراخًا، وبكاءً، وعويلًا ممتزجًا بخبر مقتل عم خميس.

القاسم المشترك بين كل هذى الجرائم أن الرصاصة التي قتلت غير موجودة، رغم أن رجال البوليس، البحث الجنائي، والطب الشرعي يغربلون الجثة، أثاث المنزل، كل شيء في مكان الجريمة.

أساطير وخرافات عن الرصاصة التي تمشي ببطء في شوارع المدينة، تتفادى السيارات والمارة والأشجار.

انتشرت أنباء عن القتيل الأول أنه كان جاسوسًا، والسبعة الآخرين كانوا يبدلون المال بالمخدرات.

المحافظ، مدير الأمن، وضباط الشرطة كانوا يخشون الإطاحة بهم، تهمة الانفلات الأمني كافية، قضوا ليل ذلك اليوم في خوف وذعر، وهلع شديد.

في صباح نفس اليوم كان الخشوع الخارج من قلب العم عبد العال، قطرات بيضاء تملأ المكان حوله أثناء الصلاة، فوق مساحة واسعة هي قمة جبل، أسفله محيط شاسع أزرق، ظل يستغفر الله عن ذنوبه سبعين شهرًا، قبلها جمع كل من عاشرهم، وسألهم الصفح فسامحوه، جاءته لحظة صدق كبيرة بحجم الجبال والوديان التي يمشي فيها الناس.

تنام الرصاصة بردًا وسلامًا في تجويف بسيط في ذراعه الأيمن (كلبن يسكن في وعاء.. كجنين ينام بحضن أمه). نظر إليها، قال: يا رب، اللهم أجعلها عقابًا للبغاة، والجبارين، والأفاكين في الأرض. صوَّب فوهة البندقية نحو السماء.

الرصاصة التي خرجت من جسده،

اتجهت للبحر؛

لتغتسل،

وتبدأ رحلتها.





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى