أحمد القنديلي - مقاطع داكنة..

البحر:
يتمزق البحر العتيد
يرخي خيوط لسانه
خلف الصخور الهاربهْ
يرغي بلا موج
ولا زبدٍ
ويبكي مثل شيخ
هدّ صدره السعال.

الصمت:
هذا المساء
اغرورقت عينا السماء
اسودّ وجه الأفْق
وانتحب القمر
راودت صمتي
علَّه يخلي المكان لنشوتي الزرقاء.
لكنه اختار البقاء.
ولأنني في حاجة إلى رشاش الموج
غادرت المكانْ
متأفّفا
متأبّطا كير الرماد.

الزوبعة:
زوبعة
تموء خلف قطة
يهزّها قرن المخاض
في ليلة ظلماء لا تنتهي.
زوبعة
تٌغير مثل موجة
هزّت حبالها الرياح.
هذا الغبار الملتحي
لا ينحني
إلا لكي يجتث أجداث
الذين احترفواْ
قيلولة الوقت العتيقْ.


الموت:
ليس للموت لون
في الخريف
يتقمص لون الهواء الجريح.
في الشتاء
يرتدي جلباب غراب
يصول وحيدا
يهدد أشجار اللوز بالفيضان.
ليس للموت لون
للموت صدى أعمى
يسرق الأصوات المدلاة
في قاع البحر
ويرددها
ريحا
وحصى
وغبارْ.

الوقت:
ترفل الأقحوانة
في بهوها البنيّ
تتمطى بقامتها الهيفاء.
حول أهدابها
تتبسّم ريح الصبا.
في المساء
يختفي البنيّ
ترتخي الشفة السفلى.

الفوضى:
لم لا تبتلعك حناجر زوبعة
تأبى وقف خلخلة الأشياءْ
تشتهي الفوضى
واختلاط الأصداء
واختطاف اللحيظات السكرى .
لا باب يصفق
حين تمر
لا باب يَصِر
لم لا تنتحر خفية
خلف حائط مقبرة مقفلهْ؟

الطوطم:
كلهم خرجواْ للهتاف
كلهم لبسوا الأقنعهْ
كلهم عابواْ عزلتكْ
طوطمواْ جسدا
نفخوا فيه ماء الحياه ْ
حين قالواْ له:
ـ كن
قال لهم:
كونواْ فضلاء،
واقتفواْ أثري.

الغدر:
عندما ألفيتكَ
طفلا في يومك الثاني
تبكي عاريا
ملقىً
جنبَ الوادي
أخفيتك في معطفي،
أطعمتك من لبن المعزة الجعفاء
. . . وارتويتْ
صرت أقوى من حائط حجريّ،
أمسيت فتى
يغوي جالاتيا الحمقاء.
أف لجلاتيا
ولك.

الطوفان:
سآوي
إلى بهو برج قصيّ،
سيعصمني
من زئير المياهْ.
خذوا حذركم
من رنين الهوى
سآوي إلى فرن نار،
. سأسلق نخوة تلك المياهْ

الصدى:
أبعث الصوت في كل ناحية
أترقب غيثا حزينا
من جهة واحدهْ.
لا رياح
تجيء
لا ماء
يرش الروح
لا صدى.
البياض
ينوء بكلكله القاسي.
صوتي
قاب قوسين أو أدنى
من صوتي
صوتي
صدى
صوتي.
وصدى صوتي
ريح تذرو ريحا
يذروها الصدى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى