محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كان ينوي العودة

كان ينوي العودة
حين
نقب داخل القاموس ما تعنيه
لم يجد الا فراغا
فسأل
ماذا سنحتاج كي نهيئ فينا احزمة ما صارت فراغا؟
هل نُرتب ماضياً
نسيّ الطريق اليه شارعه إلينا
هل نضع في حقيبة الترحال
امواسا لنشذب الصور الجريحة عن الطريق
هل نضع معجونا
لننظيف اسنان المنافي ، من لحمنا العالق منذ إن وطئت ايادينا ايادي الرمل
هل نغلق ابواب
المسافة
على اصابعنا لننزف فكرة الألم المباغت
بماذا تُطالبنا النهاية في النهاية ؟
كان ينوي العودة حقاً
لكن
أين الوصول
فالمنازل نفسها هجرت منازلنا وضاعت فيها اقمشة الصغار
والشوارع نفسها
خرجت تُطرد ظلها
تسأل عن الموتى الذين تناوبوا في النعش ، ثم واصلوا حُلمهم خلف
الغياب
والبلاد هي نفسها حملت حقيبة امنياتها وغادرت تلك البلاد
وانا ألوك مساءنا
لاُطعم
المعنى اجنحة البكاء
يخونني شبحي البليد
اي معنى
اراه يُولد من مُخاض الرحلة هذا
استفز الرب بالاشعار
فيصمت
استفز الصمت حين ألوك احرفا فارغة
واسيلُ في اُمي
حنين لم يدفع فواتير الحليب عدداً من القُبلات على راس الشعيرات الحياة
امي
هنا
زحفت خيول الشمس
امي
لم اقل ابداً بان مشيمتي كانت مُلغمة بالحوادث
وبأنها كانت تروض فوق جسدي القض
اولى خطوات الصبا
وما تلاها من سقوطٍ حر
على عتبة مشاوير المراهقة
والحبيبة التي
بلغت نهودها قمة المرأة
بين فمي
و خشونة المشوار
لم اقل
أن التجاعيد فوق كفيكِ
يا امــــي
كانت شظايا الاحتراق تطايرت مني وحاولت إلتقاطي لتجمعيني
قطعاً من الطين المجفف
وتخلقيني من جديد
رجلا بلا ايدلوجيا ، بلا حبيبة تبيعني قُبلا مغشوشة الالوان
بلا مُدن تعرض مفاتني في متاجرها
وتهدد أمن اعضائي الحميمة ، بالخطيئة والسياط الحالمة بالدمِ البشري في
امي
انا احاول
ان اكبر عليك بالتجاعيد والغياب
فلا تشيخي
قفِ هناك
خارج نطاق الوقت
كي انمو
لنقود حديثاً لطيفاً عن البلاد والارض
عن لعنة المُدن القديمة
عن رقصة الكرنك القديمة
عن مملكات النحل حين كانت
سيدات الوقت والزمن الحدائقي
عن شعب اكا
و موسم ختان القمح عن وجه الحقول
العودة تحملنا
الى اقصى النقائض
مثل (تيس)
ابحث عن اللغة الحرام ، عبر افخاف الروائح في عانة المهجر
من سوف تحملني إليها كاملاً
لاعيد تدوين الجنازة
في حفل ذاكرتي
امي تقول
هي لعنة الاسماء كانت
لو كنت يوسف
لكنت عزيز هذٍه الارض
انا محمد ؟
وتلك لعنتك تقول
أن تُضحك عليك وسائد القمح الملونة ، والمكرسة لمناهضة
ما رماك به الطريق
تلك لعنتك
أن تكون ولادة من دبر الخواء الجاف
وان تُردد
خلف ابط الحاكم الضرطات
وتبكي دمك على المُدانين بالبلاد
وتقول امي
احفظ أية الكرسي
لتجلس
حين ينتخب الوقوف المشنقة

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى