محمد عبدالعزيز احمد (ود عزوز) - كيف للسعداء أن يكتبوا الشعر

كيف للسعداء أن يكتبوا الشعر
كيف تقول أنا الآن ابتسم
بأن تنزف دماً
ازرق
من احداب الذاكرة
منسكباً ، كحب تعدى الوقت ببضع ميتات
اليس الشعر
هو هبة الرب لابنائه الاكثر بؤسا
اليس هو اعتذاره
للبعض لأنه خلقهم ناقصين
لأن طينهم الذي شيدهم ، لم يكن يكفي حتى لبناء اصابع انثى
كيف اتسع الطين المشوه لاجسادهم
ليكونوا منتفخين هكذا
بطينهم الرخيص
كيف يكتب الشعر من لم يجرب الخمرة بعد الواحدة ليلاً
من لم يقرب الاوراق الى عينيه
ليميز الاحرف التي سكبها
كُحزن مدخر لصباحِ مشمش
كيف لرجل محترم ، مُرتب الثياب والوظيفة ويخاف الله كثيراً أن يكتب الشعر
من لم يتبول على جدار السينما ، او المنزل الذي يقبع في مؤخرة الحي
بينما يُغني اصدقاؤه الثملين
كيف لمن
يقفون في صفوف البنوك مثل كل الرجال الواثقين من انتصاراتهم أن يكتبوا
من يزررون اقمصتهم حتى الفتق الاخير
من يتفادون التدخين الرديء
من خرجوا من دورات تعلم الشعر
من دونوا الوصفات، كما تُدون خطوات التخسيس
من امضوا الليلة يتمرنون على الوقوف امام اكوام التفاهة التي تنتظرهم
من لا زالوا يملكون الكثير من الحب
الشعر
ينبغي أن يُكتب في تلك المساحة الفارغة والمتنازع حولها بين إلاهين
ينبغي أن يكتب في يوم ممطر
لا نحمل فيه مظلة
في حفل انيق ، ندخله باحذية منزلية ، وقبعات رثة
بينما تمرح الخمرة
في نظراتنا الموبوءة للمُؤخرات المتبرجة
في اللحظة التي يضيع فيها مفتاح الغُرفة
بعد سهرة ثمالة
فننام على العتبة دون خوف
اثر الخروج من جسد بربري مُفعم بالشهوة العنيفة ، والجنس غير الأليف
ينبغي أن يكتب
ونحن نجالس آلهة شُبان ، ونسكرهم
ثم نستقلهم
لنمحوا عن دفاترهم الصغيرة اسماءنا
لنفلت من قبضة المشيئة
القصيدة
تأتي كما يأتي الوحي
كبحر يمد لنا اصابعه الضخمة محاولاً سحبنا من الغرق في اليابسة
تأتي
كصاعقة تضيع منتصف غابة
كيد صالحة
تعيد الاوراق الصفراء لاغصانها ، متُحدية الريح
تأتي القصيدة
من الروح المُعطانة بالتذمر والسخط
من المارة المنشغلون بوجهاتهم ، يصطدمون بنا دون أن يدركوا ذلك
من وقوفنا الطويل امام قائمة طعام
تنتهي بطلب القهوة
من الطُرق التي تمضي معنا في الطُرقات دون اي رغبة في الوصول لجهةِ ما
من الثمالة مرة ثانية
ومرة عاشرة
القصيدة
هي طريقتنا لشطب البلاغات التي دونت ضدنا
في مكتب الرب
المُزدحم بالطلبات

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى