محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - في منتصف الليل حين يصطدم الوقت، بالاضلاع الخشنة للرقم ١٢

في منتصف الليل
حين يصطدم الوقت ، بالاضلاع الخشنة للرقم ١٢
تخلع الاهداب سُترة النعاس ، تفرك عينيها ، تنزع الشمع الاحمر ، عن الابواب
تستغيث العتمة
بنجمة مفتولة العضلات ، مُفرطة الضوء
ارى الغائبين ، يرتدون الضباب الجريح ، ينزفون ذكريات رمادية
اشخاص رماديون
ازقة وقبلات رمادية
قصائد مُصابة بعجز لغوي ، تُعاشر الاحرف على مدى العتمة
ولا تنجب سوى
قصائد وداع
ونوافذ مُبهمة ، مُحاصرة بالإِستعارات المُصابة بانفصام المعنى
وشيء من الماء الرمادي الطعم
والإِرتواء يعزم حرائقي اكثر
حين ينزل الوقت ستائره
ويتحنط منتصف الليل عند الثانية عشرة
ينمو على الوسادة شوك ، ويزرع الغياب مساحات الهواء بالامواس
تتمزق الرئة
وتأتين
من جراح الرئة ، والنزيف الصامت للعتمة
تأتين
من حوافر خيول الظمأ الليلي ، وانشقاق القمر حين انبعاث انبياء العتمة
تأتين
من مشانق الغياب المؤجل التي تتوسط المقاعد الدافئة للعشاق التاتين
حين تستل العتمة سيفها
وتحلق شوارب المساء ، من وجه الذاكرة
تاتين دافئة كالموت
ورطبة كالحنين ، ومُراوغة كالشهوة
تتلصصين على فحيح الهواء المُختنق ، في تجويف الذاكرة
تستلقين على الوسادة
بكامل الجسد والرغبة ، فتستفزين فحولة الليل
تقرئين على جثتي المفصولة قسرياً عن دفاتر الاموات ، قصائد لجامبو ، ومحمود درويش
وتحدثيني عن البحر
و(تُقسمين ان الاشجار هي ايضاً بحار ، و اسماكها من العصافير )
فاضحك
كشهرزاد تُقصين لي قصص
عن مدن غرقت ، في جبِ النسيان
وعن زهور خلعت رداء البساتين وإِرتدت وشاح الحرب
وعن غيوم
تخدش البيوت الطينية ، وتسخر من إِنهاك الايادي العاملة ، حين تقطع عن لحمها لرتق ما تساقط عن سقف النوم
حين ينتصف الليل
تسيرين بحذاء من الضوء على الهواء
تلعبين مع الذاكرة ، لعبة ابليس وحواء
الفتنة والغباء
تقفين بكامل الفتنة ، ترسمين ظلالا بنفسجية على ارضية المُخيلة
تعيدين تشكيل ، كيمياء الجسد
ترفضين الطين ، وتتشكلين اُنثى من ماء وضوء و تكشيرة غياب
هي لعنة منتصف الليل
بكاء الانقاض ، على ذاكرتها حين كانت جسدا ومسكنا ، وخزانة ثياب
حداد الوقت
على النافقون في معارك اخرون
حين خبأ الاخرون هوياتهم وتلبسهم بكامل الاحلام الوردية والقبلات
الليل و صراخ الماء ، في حلق العطش العاطفي
وتحسره على انكسار الارتواء
منتصف الليل
ترتدي العتمة ربطة عنقها ، وتتأملني بكامل الفوضى
الحبيبات المبعثرات على ارضية الحنين
الخيبات العالقة على الجسد العاري
القصائد التي لم تجد الحبر الكافي لرتقها
تنكسر الفواصل
بين العوالم
منتصف الليل
تتعطل نظريات الفيزياء عن الزمن
و تختلط العصور
فينازل السيف الرصاصة
ويقفن الجواري في مُرافعة فلسفية ضد النسويات في الحديث عن حقوق المرأة
ومستحضرات التبرج
و دور القصيدة في العنف العاطفي
في منتصف الليل او (منتصف الحنين)
لا تعود السماء سماء ، والقمر قمرا
تفقد الأشياء اسماءها وتلبس هوية قومية واحده اسماء (العتمة )
تتسع النوافذ ، وتسترق من الهواء عطر الغائبين
تضيق البوابات ، لتعرقل العائدين من فيافي الغياب ، لكنها تترك مُتسعا للضباب
ورائحة الموت ، وخيول الاحلام المُزعجة
حين ينتصف الليل
تمطر السماء ، معجون حلاقة دهنتني به
مُشط شعر ، سرحت به شاربي
جوربا ازرق ، خلعته ذات غرق شبقي
والاكثر قسوة
تمطر ضجيجا صامتا يحتل النعاس حتى استيقاظ الضوء الكسول من وسادات النعاس .

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى