محمد عباس محمد عرابي - الأساليب الإنشائية غير الطلبية في أحاديث رياض الصالحين للنووي (ت 676 هـ) للباحث أحمد محمد اسماعيل

الأساليب الإنشائية غير الطلبيـة في أحاديث رياض الصالحين للنووي ( ت 676 هـ )رسالة تقدم بها الباحث أحمد محمد أمين إسماعيل إلى مجلس كلية الآداب في جامعة الموصل وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير في اللغـة العربيـة بإشراف الأستاذ المساعد الدكتور أحمد فتحي رمضان الحياني جمادي الآخرة 1423 هـ / أيلول 2002 م
وفيما يلي عرض لمكونات الدراسة كما ذكرها الباحث :
مكونات الدراسة
تكونت الدراسة من مقدمة وتمهيـد وأربعة فصول :
المقدمة والتمهيد :
بدأ الباحث دراسته بمقدمة وتمهيـد تناول معنى الإنشاء لغة واصطلاحاً ، ومن ثم تقسيمه إلى إنشاء طلبي وغير طلبي ، فأوجز الإنشاء الطلبي ليكون الناظر في الرسالة على علم بالإنشاء بشقيه ، ثم فصّل الشق الثاني منه وجزأه إلى أربعة فصول يتم عرضها على النحو التالي :
الفصل الأول : أسلوب القسم :
فبدأ الباحث بشرح القسم وأدواته وعناصره وأنواعه ولتتبيّن سبيل معاني هذه اللغة وفصاحة رسول الله () وبلاغته في التأثير في قلوب بني البشر ليأخذ بأيديهم إلى شاطئ الأمان والسلام ، ومن ثم عمرهم القصير إلى حياة سرمدية ملؤها العزة والكرامة والسعادة .
الفصل الثاني : أسلوب المدح والذم :
ويشمل أفعال المدح والذم فقسمها الباحث إلى أفعال قياسية وإلى أفعال غير قياسية سواءاً في المدح أو الـذم.
الفصل الثالث: أسلوب التعجب :
فأخذ الباحث فيه في تعريف التعجب وتقسيمه إلى قياسي وغير قياسي ، كما فعل مع أفعال المدح والذم .
الفصل الرابع : أساليب أخرى :
وضمّ ثلاثة مباحث:
* المبحث الأول في أسلوب الرجاء .
*المبحث الثاني في صيغ العقود.
* المبحث الثالث في ( ربّ وكم الخبرية ) .
مصادر البحث :
دعم الباحث شرحه في كل تقسيم من الفصول السابقة بالأحاديث الواردة في كتاب رياض الصالحين محللاً لها وما يتعلق بالموضوع ومفسراً ما كان غامضاً من ألفاظها وموضحاً عباراتها وأساليبها معتمداً على انتقاء الشواهد بنسب تتناسب مع ورود الألفاظ في هذه الموضوعات كثرة أو قلّة مستعيناً في ذلك بمصادر كثيرة ومراجع ، ومنها كتب في البلاغة مثل شروح التلخيص والطراز .
ومنها كتب نحوية كشرح ابن عقيل وشرح الأشموني على ألفية ابن مالـك والنحو الوافي ومعاني النحو .
ومنها كتب فقهية كالفقه الإسلامي وأدلته وكتاب الاختيار والفقه على المذاهب الأربعة.
ومنها كتب الأصول مثل الموافقات والوجيز في الأصول ، فضلاً عن الاعتماد على كتب علوم أخرى كعلوم الحديث ، واعتمد الباحث فيها بشكل رئيس على شروح رياض الصالحين مثل دليل الفالحين ونزهة المتقين وشروح صحيحي البخاري ومسلم ، واعتمد الباحث كذلك على كتب السيرة والعقائد وعلوم القرآن الكريم وكتب معاجم اللغة .
خاتمة : ختم الباحث الرسالة بخاتمة ، وملحق ضمّ جداول بيانية للأساليب التي تناولها الرسالة لتكون كشافاً لها ، والخاتمة أوجز فيها ما توصل إليه من نتائج
نتائج الدراسة :
توصل الباحث لعدة نتائج ذكرها الباحث كما يلي :
أن الباحث فتح نافذة على الموضوع ليطل عليه كل من يجد في نفسه الرغبة في خدمة هذه اللغة وبلاغتها ليدخل من هذه النافذة ويستخرج ما فيه من كنز ثمين وركاز دفين
2 ـ أن موضوعات الرسالة تستحق الدراسة أكثر فأكثر وتطويرها وإخراجها إلى حيز الوجود بعد أن كانت مغمورة أو شبه مغمورة ، وقد غطها تراب كثيف ، فكانت تحت هذا الركام المتراكم من أقوال البلاغيين وكلام اللغويين من أن موضوعاته لا تستحق الدراسة والتمحيص .

3 ـ حجة البلاغيين واللغويين أن مواد الموضوع قليلة ، وإنها جديرة بالإهمال ، فوجد الباحث ذلك خلاف ما قالوا ، فمثلاً يستحق موضوع من موضوعاته وهو ( صيغ العقد ) أن يكون موضوع رسالة طويلة .
4 ـ وإذا كانت حجتهم من أن أغلب موضوعات الإنشاء غير الطلبي أخبار ، ولذا أهملوهـا ، فبرهنت أن ذلك بُعدٌ عن الحقيقة وانصراف عن العدل الذي يريده كل إنسان ويبتغيه ، وبينت أنها لمّا تحولت وانتقلت إلى الإنشاء فصارت إنشاءاً ويتعامل معها على أنها إنشاء .
5 ـ وضح من خلال تمحيص الباحث لموضع القسم أنه ليس هناك ما يقال عنه بالقسم المقدر على الرغم من أن الباحث أخرج الأحاديث التي في رياض الصالحين وما قيل عنها من أنها قسم مقدر حتى لا يعترض أحدً على أن الباحث أغفل جانباً من جوانب الموضوع أو يتصور القاري الكريم أن ثمة تناقضاً بين مضمون الرسالة وبين ما رجحه الباحث من آراء .
وإن الرأي الراجح للباحث : هو توكيد للإثبات كتوكيد الأمر والنهي والاستفهام والنفي بالنون وكتوكيد الجملة الاسمية بموكد من أدوات التوكيد . وإن ما أكد باللام أو ما سبق باللام الموطئة ليس قسماً . وحبذا لو حذف هذا النوع المسمى بالقسم المقدر حين الكلام على القسم .

6 ـ تبين للباحث أن المخصوص بالمدح أو الذم هو المقصود وليس الفاعل فيكون المدح للمخصوص أو للمذموم من دون أن يشترك الفاعل في المدح أو الذم لأنه لو كان الفاعل مخصوصاً بالمدح أو الذم لأدخلنا في المدح من هو مذموم أساساً وفي الذم من هو ممدوح أصلاً كقولنا : نعم الرجل زيد فلو قلنا أننا مدحنا جنس الرجال كلهم لأدخلنا معهم الخبيثين والأشرار ، وإذا ذممنا كقولنا بئس الرجل زيد لأدخلنا الأنبياء والمرسلين معهم . إذن فالقاعدة أن المخصوص بالمدح هو وحده المقصود وكذلك المخصوص بالذم وحده .

7 ـ من خلال دراسة الباحث لموضوعي المدح والذم والتعجب تبين له أن هنالك أفعالاً تشترك في المدح والتعجب أو الذم والتعجب فضلاً عن معناها اللغوي الخاص وهي التي تكون على وزن ( فعُل ) سواء كان هذا الفعل أصلاً أم محولاً إلى ( فعُل ) وبناء على ذلك اقترح الباحث أن توضع هذه الأفعال من ضمن الأفعال القياسية في المدح والذم مع نعم وبئس وحبذا ولا حبذا وكذلك مع أفعال التعجب القياسية ( أفعل به ) و ( ما أفعله ) وما دام أن باستطاعتنا أن نجعل من كل فعل ثلاثي على هذا الوزن فتكون هذه قاعدة مطردة مع أفعال المدح والذم أم مع أفعال التعجب مع بيان الفروق في مدلولاتها عن المدح والذم أو عن التعجب .

8 ـ إن صيغ العقود في كتب البلاغيين ألفاظ عدّة ، وهي من موضوعات الرسالة ، حتى إذا ما ألقى القارئ نظرة عليها يحار في ذهنه هل أن صيغ العقود هي ( بعت واشتريت وتزوجت ) فقط ، فجمعت غالبية ألفاظها ، وألقى الباحث نظرة على كثير منها لأصل بالقارئ الكريم إلى جودة لغتنا وفصاحتها وما فيها من تعابير دقيقة وأساليب لا يمكن للإنسان أن يتجاهلها وهو يتعامل مع الحياة بكل صورها ، وليعلم أن هناك التزامات وضوابط ومواثيق يجب التقيد بها ، لأنه ما خلق عبثاً في هذه الحياة ، ولم يأت سدىً ، وإنما وراءه حساب عسير على كل كلمة وعلى كل لفظة وعلى كلّ تعبير ، فضلاً عن ما هو مطلوب منه من هذه الالتزامات والعهود مع الله أولاً ، ثم مع الآخرين .

9 ـ أفرد الباحث جدولاً لكل الألفاظ الموجودة في أحاديث رياض الصالحين ، والتي تخص كل موضوع من موضوعات الرسالة ، ليسهل للقارئ العزيز كشف هذه الأساليب وفهمها بسهولة ، ولاسيما أنها من كلام أفصح البلغاء وأبلـغ الفصحاء .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى