عبد الواحد السويّح - نلتقي صباحا أيّتها الشّمس

نلتقي صباحًا أيّتُها الشّمسُ
لستُ جاهزًا لأستلقيَ على ظهري وأراقبَ استهتارَكِ بالكونِ
أنتِ عاديّةٌ جدّا
ورتيبةٌ جدّا
وعمومًا، لا يستهويني النّورُ كثيرًا
فأجملُ الأشياء هي الّتي لا نراهَا
دعيني أيّتُها الشّمسُ
لديّ مملكةٌ صغيرةٌ معتّمةٌ تُسَيِّرُ شؤونَهَا في الظّلامِ فقطْ:
السّنواتُ الخمسون أعمدةُ أسوارِ البيتِ
الأحلامُ الصّغيرةُ تُنقّي الشّيبَ وتُلقي به خارجَ الأسوارِ
سمكةُ البوري ترى في الظّلامِ ما لا يُرى
الأصابعُ تمتدُّ على المنحدراتِ كلِّهَا وتَسُدُّ جميعَ النّوافذِ
قطراتُ النّدى لا تحبّكِ أيّتُها الشّمسُ
دَعيها يا قاتلةٌ
ماذا لو انشغلتِ عنّا قليلاً كما كنتِ قبل 1400 سنة
كنتِ شمسًا عاهرةً، تضاجعين الغيبَ ليلاً وتفتحينَ ساقيك لأيِّ معتوهٍ في النّهارِ
اليومَ،
أنتِ
قاتلةٌ
لا غبر
أينَ الغيبُ وأين التّاريخُ وأين الصِّبا
الجسدُ في مملكتي سعيدٌ بغيابِكِ
نلتقي صباحًا أيّتُها الشّمسُ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى