محمد عباس محمد عرابي - أثر طريقتي التقطيع الرمزي والتقطيع الصوتي في تحصيل مادة العروض للباحث عبد الجبار العبيدي

أثر طريقتي التقطيع الرمزي والتقطيع الصوتي في تحصيل طلبة الصف الأول في قسم اللغة العربية لمادة العروض أطــــــروحة قدمهـــا الباحث عبد الجبار عدنان حسن العبيدي إلى مجلس كلية التربية في الجامعة المستنصرية، وهي جزء من متطلبات نيل درجة دكتوراه فلسفة في التربية (مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها)إشــــــراف الأستاذ الدكتور / إبراهيم مهدي الشبلي ، الأستاذ الدكتور رزوق فـــرج رزوق في العام رجب 1423هـ أيلول 2002م،وفيما يلي عرض للدراسة كما أوردها الباحث على النحو التالي :
مقدمة الدراسة :
بين الباحث أن تطور علم العروض منذ ابتكاره لم يتماش مع التطور الزمني فما زالت دراسته تعد من الأمور الصعبة، إذ هناك كثيرون ممن يجهلون فنونها، وهي مثقلة بالتعقيد، ويلاقي الطلبة صعوبات في دراسته، ومن هنا برزت مشكلة البحث الذي هو محاولة لتطوير تدريس العروض، فيتعرض بالدراسة إلى أثر طريقتي التقطيع الصوتي والتقطيع الرمزي في تحصيل الطلبة في مادة العروض، بغية التوصل إلى الطريقة المثلى التي تؤدي إلى نتائج قد تسهم في جعل هذه المادة اكثر فاعلية، وافضل جدوى في إتقان فن التقطيع الشعري، فمشكلة البحث الحالي إذن هي الضعف الذي لمسه الباحث لدى الطلبة في التقطيع الشعري، هذا الضعف الناجم عن الرموز التي قد تعمل في كثير من الأحيان على تعقيد العروض، مما لا يتوافق مع أهداف تدريس العروض والتي من أهمها تنمية الأذن الموسيقية لدى الطلبة من خلال تعليمهم التقطيع العروضي عن طريق الصوت من دون اللجوء إلى الرمز.
أهداف البحث :
ذكر الباحث إن البحث الحالي يتعرض بالدراسة إلى أثر طريقتي التقطيع الصوتي والتقطيع الرمزي في تحصيل الطلبة في مادة العروض، بغية التوصل إلى الطريقة الأفضل التي تؤدي إلى نتائج قد تسهم في جعل هذه المادة أكثر فاعلية، وافضل جدوى في إتقان مادة العروض، فمشكلة البحث الحالي إذن هي الضعف الذي لمسه الباحث لدى الطلبة في التقطيع الشعري، هذا الضعف الناجم عن الرموز التي قد تعمل في كثير من الأحيان على تعقيد العروض، مما لا يتوافق مع أهداف تدريس العروض التي من أهمها تنمية الاذن الموسيقية لدى الطلبة من خلال تعليمهم التقطيع العروضي عن طريق الصوت من دون اللجوء إلى الرمز.
فرضيات البحث :
وقد وضع الباحث الفرضيات الصفرية الآتية؛ ليختبرها من خلال إجراءات البحث:
1-ليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) في متوسط درجات تحصيل طلبة الصف الأول في مادة العروض بين المجموعات الثلاث. وهذه هي الفرضية الرئيسة، ولكي لا تعزى النتائج إلى تأثير الجنس فقد تم وضع الفرضيات الأخرى.
2-ليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) في متوسط درجات تحصيل طلاب الصف الأول في مادة العروض بين المجموعات الثلاث.
3-ليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) في متوسط درجات تحصيل طالبات الصف الأول في مادة العروض بين المجموعات الثلاث.
4-ليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين متوسط درجات تحصيل طلاب الصف الأول في مادة العروض في المجموعات الثلاث، وبين متوسط درجات تحصيل طالباتها.
*أهمية البحث :
بين الباحث أن للبحث الحالي أهمية كبيرة كونه يعد البحث الأول –حسب علم الباحث- الذي يركز على طرائق تدريس العروض وبأسلوب البحث التجريبي، وكذلك فإنه يساعد على تبسيط المادة وتحبيبها إلى الطلبة، ويسد ثغرة في هذا المجال.
ولكل ما تقدم فإن دراسة السبل التي من شانها تيسير تعليم العروض وتعلمه ضرورة يحتمها واقع تدريس هذه المادة في أقسام اللغة العربية من ناحية وأهمية العروض للمتخصصين في دراسة اللغة العربية وتدريسها سواء في التعليم العام أو في التعليم الجامعي.
من هنا تبرز أهمية البحث الحالي في أنه قد يسهم في تحسين تدريس العروض ودراسته مما ينعكس إيجابا على دراسة اللغة العربية وتدريسها في المراحل الدراسية كافة.


التصميم التجريبي للدراسة :
بذل الباحث كل ما يستطيع ليضمن ضبط المتغيرات، فاعتمد تصميما تجريبيا لمجموعتين تجريبيتين وثالثة ضابطة، واستخدم اختبارا تحصيليا قبليا وآخر بعديا،
واختار عينة البحث من طلبة المرحلة الأولى في قسم اللغة العربية، بكلية التربية في الجامعة المستنصرية، وبلغت عينة البحث (166) طالبا وطالبة، بواقع (99) طالبا و (67) طالبة، وزعوا عشوائيا على المجموعات الثلاث، بواقع (54) طالبا وطالبة في المجموعة التجريبية الأولى التي تعرض طلبتها إلى طريقة التقطيع الرمزي، و (56) طالبا وطالبة في المجموعة التجريبية الثانية التي تعرض طلبتها إلى طريقة التقطيع الصوتي، و (56) طالبا وطالبة في المجموعة الضابطة التي تعرض طلبتها إلى الطريقة الاعتيادية.
كافأ الباحث بين مجموعات البحث الثلاث، وأجرى اختبارا قبليا أعده وعرضه على مجموعة من الخبراء.
وبعد أن حدد الباحث المادة العلمية المتضمنة (6) بحور شعرية وصاغ الأهداف الخاصة (السلوكية) للموضوعات وكانت (88) هدفا سلوكيا، واعد خططا تدريسية للموضوعات، وعرضت هذه الأهداف والخطط على مجموعة من الخبراء والمتخصصين لضمان صلاحيتها.
أعد الباحث اختبارا تحصيليا بعديا، عرضت فقراته على الخبراء، شأنه شأن الاختبار القبلي، لمعرفة صدقه، ومن ثم حسبت معاملات الصعوبة. وقوة التمييز، وفعالية البدائل غير الصحيحة، واستخرج معامل الثبات باستخدام معادلة (بيرسن) بعد ان طبق على عينة مماثلة لعينة البحث تكونت من (60) طالبا وطالبة من كلية التربية (ابن رشد) في جامعة بغداد بطريقة التجزئة النصفية، فكان معامل الثبات (0.81)، وحسب الثبات باستخدام معادلة (سبيرمان –براون) وكان (0.87) واستخدم الباحث الوسائل الإحصائية اللازمة.
نتائج الدراسة :
درس الباحث بنفسه مجموعات البحث الثلاث في التجربة التي استمرت من 19/2/2002 حتى 18/4/2002 ولمدة شهرين، وبعد ان طبق الاختبار التحصيلي البعدي على الطلبة، حلل النتائج إحصائيا، فتوصل إلى :
1-هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين درجات طلبة مجموعات البحث الثلاث في الاختبار التحصيلي البعدي، لمصلحة طلبة المجموعة التجريبية الثانية.
2-هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين درجات طلاب مجموعات البحث الثلاث في الاختبار التحصيلي البعدي، لمصلحة طلاب المجموعة التجريبية الثانية.
3-هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين درجات طالبات مجموعات البحث الثلاث في الاختبار التحصيلي البعدي، لمصلحة طالبات المجموعة التجريبية الثانية.
4- ليس هناك فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى (0.05) بين درجات طلاب مجموعات البحث الثلاث ودرجات طالباتها في الاختبار التحصيلي البعدي.
نتائج عامة للبحث :
بصفة عامة توصل الباحث لعدة نتائج عامة ذكرها على النحو التالي :
1-أن طريقة التقطيع الصوتي تؤثر إيجابيا في تحسين نتائج تحصيل طلبة الصف الأول في مادة العروض.
2-أن طريقة التقطيع الصوتي تنمي الاذن الموسيقية لدى الطلبة.
3-أن طريقة التقطيع الرمزي تجعل من الطالب أداة خاضعة للورقة وللقلم، وتأخذ منه الوقت والجهد في تقطيع البيت الشعري ومعرفة البحر العروضي الذي ينظمه وقلما يصيب هدفه.
4-أن غياب التدريس المتخصص أدى إلى صعوبة مادة العروض وعدم إيصال المادة بشكلها الصحيح.

5-أن الكتاب المقرر (كتاب ميزان الذهب) لا يخدم الطالب في دراسة العروض؛ لأنه مبني على أساس البدء بالزحافات والعلل وعرضها قبل الدخول إلى البحور الشعرية، وعرض مصطلحات عروضية كثيرة ومتشعبة في بداية الكتاب، فهو مبني على الترتيب القديم للعروض منذ وضعه الخليل أول مرة، فضلا عن أنه مليء بالأخطاء المطبعية.
7-يعد امتلاك الأذن الموسيقية من الأمور الواجب توفرها في التدريسي الذي يقوم بتدريس العروض.
تفسير نتائج الدراسة :
ذكر الباحث أن طريقة التقطيع الصوتي أفادت طلبة المجموعة التجريبية الثانية، بدليل ارتفاع مستوى تحصيلهم وتفوقهم على طلبة المجموعة التجريبية الأولى الذين استخدمت معهم طريقة التقطيع الرمزي، وطلبة المجموعة الضابطة الذين استخدمت معهم الطريقة الاعتيادية، إذ رفضت الفرضيات الصفرية الأولى والثانية والثالثة، ويرى الباحث أن التوصل إلى هذه النتائج يمكن ان يعزى إلى الأسباب الآتية:
1-ان طريقة التقطيع الصوتي تنمي دوافع الطلبة إلى التعلم، وتوجه العملية التعليمية للأخذ بأيدي الطلبة الضعفاء، وتعليمهم المفاهيم التي لم يمتلكوا فيها خبرات كافية، وتثري الطلبة الجيدين بخبرات جديدة من خلال بعض الأنشطة.
2- قد يكون للابتعاد عن الرموز المتبعة في التقطيع العروضي أثر في عدم إرباك طلبة المجموعة التجريبية الثانية الذين استخدمت معهم طريقة التقطيع الصوتي.
3- قد يكون للاذن الموسيقية التي نمت عند طلبة المجموعة التجريبية الثانية الذين استخدمت معهم طريقة التقطيع الصوتي أثر في تقطيع البيت الشعري بصورة صحيحة ومعرفة بحره العروضي وبالتالي الأثر الواضح في تحسن تحصيل الطلبة.
أظهرت نتائج تحليل الفرضية الصفرية الرابعة، عدم وجود فرق بين تحصيل الطلاب وتحصيل الطالبات، إذ لم يكن للجنس أثر في التحصيل، وقد يعزى السبب في هذه النتيجة إلى اختلاط الجنسين داخل القاعة، أو ان طبيعة مادة العروض لا تتأثر بطبيعة الإنسان ذكرا كان أم أنثى.
توصيات الدراسة :
في ضوء نتائج البحث أوصى الباحث بضرورة اعتماد طريقة التقطيع الصوتي في تدريس مادة العروض، وإدخال هذه المادة ضمن مناهج الدراسة الإعدادية، وإدخال المختبرات الصوتية في تعليم التقطيع الشعري.
وبصفة عامة أوصى الباحث بما يلي:
-إدخال مادة العروض ضمن مناهج المرحلة الثانوية – الفرع الأدبي – وبشكل مبسط لكي لا يفاجأ الطالب بها في مرحلة دراسته الجامعية، شأنها في ذلك شأن غيرها من فروع اللغة العربية.
2-إدخال المختبرات الصوتية في تعليم الأصوات التي تساعد الطلبة على تعلمهم اللفظ الصحيح والتدريب على فن التقطيع.
3-زيادة عدد سنوات تدريس المادة، أو زيادة عدد الساعات المقررة لتدريسها.
4-تحديد الأهداف المرجوة من تدريس مادة العروض، ووضعها أمام الدارس لتوجيهه بصورة صحيحة.
5-إفساح المجال للحصول على شهادة عليا متخصصة في مادة العروض لندرة المتخصصين في هذا المجال.
6-اعتماد طريقة التقطيع في تدريس العروض.
7-أن يكون مدرسو هذه المادة من المؤهلين تربويا وذوي إلمام كاف بدقائق هذه المادة، فضلا عن امتلاكهم الأذن الموسيقية الحساسة.
مقترحات الدراسة :
اقترح الباحث إجراء دراسات لاحقة تعد مكملة لهذا البحث في هذا الميدان الذي ما زال بحاجة إلى العديد من الدراسات والبحوث اللاحقة، ففي ضوء نتائج البحث واستكمالا لها، يقترح الباحث القيام بالبحوث والدراسات الآتية:
1-أثر المعرفة المسبقة بالأهداف السلوكية في تحصيل طلبة قسم اللغة العربية في مادة العروض.
2-تقويم الكتب المعتمدة لتدريس مادة العروض في أقسام اللغة العربية.
3-أثر الطريقتين القياسية والاستقرائية في تحصيل الطلبة في مادة العروض.
4-تقويم الأسئلة الامتحانية في مادة العروض.
5-أثر التأهيل التربوي لتدريسيي العروض في تحصيل طلبة أقسام اللغة العربية في مادة العرض.
6-أثر استخدام المختبر الصوتي في تحصيل الطلبة في مادة العروض.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى