كمال أبو ديب - رسائل إلى امرأة عربية

1

صديقتي،
أعرف أنني أبدأ بكلمة فذة، وأنني لأعي ذلك تماماً. بيد أنني أكتب لامرأة فذة، ولذلك أترك لنفسي أن تختار ما يليق بها في أكثر سماتها روعة. فذة أنت وفريدة بين النساء: لا لأنك أفتن جمالاً، أو أكثر دلالاً، أو أحد ذكاء، أو أروع بهاء، أو أبدع أناقة وأنوثة. ولا لأنك أرفع مكانة، أو أنصع أخلاقاً ولباقة "وأنت، أيضاً، ذلك كله" بل لأنك، ببساطة لا تفوقها بساطة،
صديقتي.
هل يفاجئك إنني أحدد فذاذتك وتفردك بين النساء على هذا المستوى الذي قد يبدو عادياً جداً؟ وهل يثير عجبك ما أقوه عن موضع الفرادة فيك؟ وهل تشتهين أن أكون نسبت الأمر، بدلاً من ذلك، إلى جمالك وبهائك ولسحر عينيك الغاليتين؟
دعيني، إذن، أكشف أمام عينيك الجميلتين حقيقة تبهر، حقيقة لم تنجل لي إلا وأنا أتشوف الكلمة الأجمل الأولى، لأناديك بها، في هذه الرسالة الأولى، لأناديك بها، في هذه الرسالة الأولى: أعني كلمة "صديقتي". والحقيقة الباهرة، أيتها الفريدة بين النساء، هي أن هذه الكلمة ما تزال عذراء بكرا في قاموس لغة لم يعد لشيء فيها مثل هذه البكارة والعذرية، بعد أن أنهكها استعمال ألفين من السنين. وإن بكارة كلمتي هذه لتتجسد في إنها لم ترد مرة واحدة في تاريخنا كله، فليس ثمة من رجل عربي واحد، خلال دهور من الكتابة والتواصل والشعر والزواج والإنجاب والغزل والعشق والموت ولهاً وصبابة، نادى امرأة عربية بقوله: "يا صديقتي". وها أنذا أخرج على تراث أمه بأكمله، لأفعل ما لم يفعله أحد، فأهتف إليك من أعماق القلب: "يا صديقتي"! أترين كيف إنك فذة وفريدة بين النساء؟ وكيف إنني أناديك بما يليق بك من فذاذة؟
ولو إنني ناديتك "يا آمتي" أو "يا جاريتي" أو "يا محظيتي" لما كنت فريدة في شيء. فلقد نادى ألف ألف رجل عربي ألف ألف ألف امرأة عربية من قبل "يا آمتي" أو "يا جاريتي" أو "يا محظيتي" بل إنني حتى لو ناديتك "يا حبيبتي" وأدخلتك هكذا في شغاف الروح، في المكان القصي الأكثر حميمية وحنانا من القلب واللغة، لما منحتك الفرادة التي أنت أهل لها. فلقد نادى ألف ألف ألف عربي من قبل ألف ألف ألف عربية: "يا حبيبتي".
أترين، ايتها الفريدة بين النساء، يا صديقتي؟



2

بلى!
لقد كانت المرأة العربية للرجل العربي عبر التاريخ محظية وأمة وسبية وجارية، كما كانت له أيضاً زوجة وخليلة- هل قلت "خليلة"؟ إن هذه الكلمة لتفاجأني الآن كما لم تفاجأني مرة من قبل، رغم إنها مألوفة لي ألفة الجوع والتشرد والفقر والهزيمة والسجون في هذا الوطن المترامي مثل جسد مقطع مشلى. ذلك أن "الخليل" هو الصديق الصدوق، هو الأقرب إلى الذات والروح (ألم يسم الله المقرب إليه "إبراهيم الخليل؟) وتكاد الكلمة أن تجعلني أشك في مقولتي وأتهم نفسي بالخطأ، لأنها توحي بأن الرجل العربي ينادي المرأة "يا خليلتي" أي "يا صديقتي الألصق بالروح وموضع بوحي وأسراري"، لكن حيرتي لا تطول، فمعاجم اللغة تسعفني وتؤكد صدق مقولتي الأصلية.. وأنظري إلى هذا الأمر العجيب الذي يحدث هنا ليزيد صورة المرأة العربية تشويهاً، إذ يشوه اللغة التي بها يصفها، فالخليل، المذكر، بالنسبة للرجل، هو الصديق الصدوق المخلص الوفي، أما الخليلة المؤنثة، فإنها ليست، بالنسبة للرجل، الصديقة الصدوق، بل هي "المحظية" في وجه من وجوهها: الخليلة هي المرأة التي يكون للرجل المتزوج علاقة جنسية بها خارج زواجه، أي إضافة إلى زوجته. فهي، إذن، خليلة لا لأنها فيض من الأنس والصداقة والوفاء الجميل، ومكمن البوح من الرجل بأشيائه الحميمة الخفية. بل لأنها ترتبط بعالم المحرم والسقوط الأخلاقي. وهي "خليلة" بإزاء وجود امرأة أخرى هي "الزوجة". وبهذا المعنى، فإن الزوجة لا يمكن أن تكون، في تصور العرب، الصديقة الوفية الحميمة الدفيئة، وموضع بوح الرجل بأدق ما في ذاته من مشاعر خبيئة، فهي لا تسمى أبداً "خليلة"، بل تسمى "المرأة الأخرى" التي يكون للرجل بها علاقة محرمة ملعونة "خليلة". هكذا تشوه اللغة- بل يشوه العربي- كلتا المرأتين: يشوه المرأة التي هي زوجته (لأنه يستبعد أن تسمى "خليلة" أي صديقة صدوقا حميمة وموضع أسرار له) ويشوه المرأة الأخرى لأنه يسميها "خليلة" لا ليعبر عن إحساسه بأنها الصديقة الصدوق الحميمة، بل ليعبر عن سقوطها- وسقوطه- الأخلاقي إذ يعاشرها معاشرة الحرام. وفي عملية التشويه هذا يشوه العربي أيضاً لغته الجميلة: لأن الخليلة تصبح كلمة ملوثة مدنسة- وهي التي استعمل الله صيغة المذكر منها ليصف بها اقرب المقربين إليه (ولاحظي أن هذا التشويه يتجسد الآن وتاريخياً- في الأسماء العربية. فإن اسم "الخليل" معرفاً أو منكراً لرجل كثير مألوف، لكن ليس ثمة من امرأة واحدة سميت "خليلة" خلافاً للعرف الذي تكثر تبعاً له أسماء مثل: "جميل"، "جميلة"، "نبيل"، "نبيلة" و"حميد" "حميدة" وهكذا).


3

بلى/ أيضاً، أيتها الفريدة بين النساء.
لقد نادى ألف ألف ألف عربي ألف ألف ألف امرأة "يا حبيبتي"؛ بيد أن نداءه كان دائماً صوتاً ملعوناً، مقموعاً، حبيساً، صوتاً مستنكراً في غابة الأنصاب والأعراف والقوانين والقواعد التي تلعن "الحب" وتضعه في المرتبة الأعلى من الحرام. كان الشاعر الجاهلي ينادي امرأة "يا حبيبتي" فتطارده القبيلة وتحرمه من الزواج منها، لأنه بندائه لها- في عرف القبيلة- لوثها وفضحها ولطخها بالقذارة. واستمر الشاعر بعد ذلك ينادي امرأة "يا حبيبتي" فيهدر دمه، أو يهدد بقطع لسانه، أو يزج به في السجن "وما أكثر الأسباب التي من أجلها يزج بالعربي في السجن" لأنه يلطخ الأعراض، ويدنس المقدسات، وينتهك الحرمات "وكلها مقدسات الرجل وحرماته وأعراضه ولا دور لك أنت- أقصد للمرأة العربية- في تحديدها أو إقرارها". هكذا ظل الحب قذارة وتلطيخاً ودنساً، ظل شعوراً لا يستثير في الجماعة إلا شراسة الرغبة في القمع والجلد والعقاب؛ أي أن أنبل ما في الإنسان من مشاعر وأدفأها ظل دائماً أكثر ما فيه من مشاعر إثارة للظلم والقسوة والاتهام بالدنس وفساد الأخلاق والقيم والروح. "ورغم أن هذه الثقافة أنتجت بعضاً من أروع ما في العالم من شعر حب، فإنها أنتجته تحت وطأة السياط ولدغ الألسنة والعيون الممزقة وانتصاب الحجب الحاجبة وحرمان الرجل والمرأة من روعة كينونة العاشقين معاً، في مدى من الصفاء والوله والتواصل السرمدي".
وفي عالم كهذا، كيف أناديك "يا حبيبتي" مهما تفجر في القلب من حنين للنداء، ومهما انغلقت في الروح من أبواب توصد لأنها لا تستطيع أن تفصح عن أسرارها وترحل بك، بالكلمة الجميلة النبيلة، إلى حنايا العروق حيث ينبض الدم وشهوة الحياة، ونفس الوجود؟


4

أنت، إذن، أيتها الفريدة بين النساء،
صديقتي!
وتأملي، رويداً رويداً، النوافذ التي تفتحها لنا هذه الكلمة في هذه الآفاق المغلقة.
فإذا أناديك "صديقتي" أعلن أنك، بين هذا الملأ، المرأة التي أعرف معرفة حميمة دافئة، المرأة التي ألوذ بها حين تغيم في القلب والروح أشياء العالم، وتتصدع لبناته، المرأة التي تظل، في زمن اليأس والانهيار، قنديلاً يأتلق في الريح يهدهد متاهة الروح التي تأكلها الفاجعة، وسنداً يتكئ عليه الجسد المتكسر تعباً وضنى في لجة التمزقات، ويداً تشد علي يدي بحنو مشاركة عميقة في خضم الفقدان وهوة الأسى، ووجهاً يتألق كالوردة التي توقظها الشمس في صباح ربيعي مندى كلما أومضت بارقة تشي بأن العالم ما يزال فيه موضع يتبرعم فيه وعد بخصب ونعمة وغبطة مقبلة.
وإذ أناديك "صديقتي" أعرف معنى أن أعرف: فالمعرفة، سر المعرفة، هو أن ينفتح للقلب قلب بكل ما فيه ويسمح له بأن يكتشف كل لاعجة من لواعجه.
المعرفة... لكن!!
ايتها الفريدة بين النساء!
كيف كان لي أن أملك مثل هذه المعرفة؟
كيف كان لي أن "أعرفك" هذه المعرفة وأنهل من ثرها نهل الصادي؟
كيف كان لي؟
وأنت قابعة وراء ستر التاريخ، وحجب القوانين المسيجة، وقيم العائلة والعشيرة والمذهب التي تضرب حولك قلاعاً من الجليد وحصوناً من القمع الذي يخلق الرعب على "الشرف" من الانتهاك؟
كيف كان لي أن أعرفك أنت التي أعرف؟
لكن، أأنت حقاً تلك التي أعرف؟
وها أنذا، في لجة التساؤل، بعد أن كنت أكتب بغبطة اليقين.
أنت المطوقة بالأحداق الفاغرة كالأفواه الجائعة ترصد كل حركة من حركاتك حتى حين تكونين في "أمان" بيتك الصغير. حتى هناك، تراقبك. الأحداق الجائعة المرعبة، تقول لك: لماذا وقفت على الشباك تنظرين إلى رجال يعبرون الطريق؟ وتقول لك: لماذا تركت شعرك الأسود الجميل يتطاير مع نسيم الشرفة الربيعي في مساء ناعم كالحزن، وأنت تقفين ببراءة الطفل ترنين إلى أزهار الحديقة المتفتحة لعذوبة أشعة الشمس الأخيرة، ما دامت ثمة سيارة تقطع الطريق يسكنها شبح لرجل؟ أنت المطوقة التي يعلمونها أن النظرة العابرة تلوث، وأن البسمة العابرة تلوث، وأن الضحكة العذبة الرقيقة تلوث، وأن الكلمة الحلوة- سواء أقالتها هي أو سمعتها تقال لها- تلوث؟ أنت المحصنة وراء الأسوار (حتى حين يطلق سراحك لتسيري في الطريق، أو تذهبي إلى الجامعة، أو ترودي المتاجر) تختنق في شرايينك حتى الأحلام بأن يكون لك يوم تستطيعين فيه أن تتبادلي الحديث مع رجل بعفوية وبساطة وإنطلاق، أو تتبادلي معه الابتسامات بعفوية وبساطة وانطلاق، أو تتراشفي معه بالكلمات الحميمة بعفوية وبساطة وانطلاق.
أنت المطوقة بالأسوار والتقاليد والدماء والعيون الفاغرة والتاريخ والكتب الصفراء.
كيف كان لي أن أبلغ القبر الذي فيه تذوين لأناديك "يا صديقتي"؟
هكذا تحدث المعجزات!
في هذا العالم الذي ماتت فيه المعجزات وزمن المعجزات، العالم الذي تنتصب فيه قصور الأغنياء كالكوابيس في وجوه ملايين المعدمين، العالم الذي يبيع ثرواته لأعدائه، ويتاجر بالأخلاق والقيم والنساء، ويقامر أسياده في ملاهي "بيغال" وال "بلاي بوي" بعجز الفقراء وجوعهم، ويشترون جميلات أوروبا بملايينهم المكدسة أرقاماً في البنوك ثم يذبحون بناتهم إذا عرفن رعشة الجسد للمسة رجل في مساء ربيعي، العالم الذي تجتاحه إسرائيل متى شاءت وإن شاءت فلا تهتز فيه إلا مايكروفونات الإذاعات ومنابر الخطابة وصفحات الجرائد السوداء- في هذا العالم الذي يختنق، يصبح معجزة أن أعرفك، أن نسير معاً في طريق الجامعة، أو دروب الحي، أو شوارع المدينة. المزدانة لليل، وإن أناديك "يا صديقتي".
في هذا العالم الذي تراكم فيه الموت وتحجرت طاقة الإبداع، يبدو أعظم خطورة بكثير أن أناديك "يا صديقتي" من أن يبيع عربي أرضه للصهاينة ليشتري بها سيارة أميريكة فارهة.
في هذا العالم الذي يحتضر فيه الإنسان تحت وطأة السلطات والمخابرات والأسياد، يبدو أعظم نبلاً وأحق بالوعظ والصراع أن تنصب الأحداق المحقونة بالتعاليم عن الأخلاق والتراث والشرف بيني وبينك جدراناً ماحقة، من أن يقارع أصحاب هذه الأحداق شراسة السلطة وظلمها وسحقها للإنسان، أو يجاهدوا من أجل أن يحرروا الإنسان، أو يجاهدوا من أجل أن يحرروا الإنسان، يحررونا أنت وأنا ومئات الملايين، من ربقة الطغيان ونير العبودية، أو يجالدوا من أجل أن يدفعوا الاستبداد والاستغلال والجوع والمرض عن قلوب ملايين الفقراء والمرضى، في المخيمات وضواحي المدن المختنقة، والريف الجائع.
في هذا العالم- لكن هل أسمي هذا الشيء الذي نعيش فيه "عالماً"؟
وإذا كان، فعالم أي شيء هو؟


5

بلى، يا صديقتي:
لقد كانت المرأة العربية للرجل كل شيء إلا صديقة. كانت له أما وأختاً وزوجة، ومحظية وجارية، وحبيبة، وأمة وخليلة. كانت له مائة شيء وشيء. ولكنها لم تكن مرة واحدة، ولرجل واحد، "صديقة".
أما أنت، أيتها الفريدة بين النساء. فإن لك مجد أن تكوني "صديقتي" ولك مجد أن تمنحي رجلاً عربياً عظمة أن يكون "صديقك" وأن تسبغي عليه، من شفتيك النابضتين بشروق الحياة، نبل هذه الكلمة، وروعة آمادها الخفية. وإذا أرى الأمر الآن من منظورك أنت، إذ اقول أن لك "صديقاً"، تزداد حدة الفاجعة وغرابة العالم.
هل كان لك، في قبرك الذي فيه تذوين، مرة واحدة "صديق"؟
هل عرفت روعة هذه العلاقة السحرية التي تجعل رجلاً- لحماً ودماً وفكراً وروحاً وابتسامات وضحكات وأصابع تحمل القلم لتكتب إليك، ويدين تمسدان شعر طفل صغير- "صديقاً" لك؟
هل ناديت رجلاً واحداً في عمرك كله "يا صديقي"، أيها الفريد بين الرجال" لا.
ها نحن، إذن، نكتشف أمراً مذهلاً آخر، ومدى جديداً مشتركاً بيننا، ونكتشفهما معاً، في لحظة واحدة. وهو أنه ليس ثمة من امرأة عربية واحدة عبر تاريخ هذه الأمة نادت رجلاً عربياً "يا صديقي"! تماماً كما أن رجلاً عربياً واحداً لم يناد امرأة عربية "يا صديقتي"، مرة واحدة في هذا العالم المغلق كالقبر.
تصوري الفاجعة.
ودعينا نتفجع معاً.
لكن، دعيني أولاً أحلم بشفتيك الطريتين مثل وردة جورية تتبرعم في نداوة المساء تناديانني- تناديانني أنا- "يا صديقي".
ودعيني قبل أن يسدل الليل أمواجه الثقيلة على قلبي. وتملأه أصداء صراخ العاشقين في متاهات الصحارى العربية تطاردهم ريح اللعنة لأنهم نادوا امرأة ما بلغة الحب، ويمتلئ قلبي بالسجف، دعيني أناديك.
"أيتها الفريدة بين النساء، يا صديقتي".
لكن دعيني أيضاً أتلمس الوهم، الوهم الذي هو أنت، فأنت لست إلا وهماً يعابث هذا الخيال المنهك الذي يشطح في هلوسات حمية، يحلم بأن امرأة عربية جديدة تنبعث من قبور الحريم والسلطان، والتقاليد، امرأة يستطيع أن يعرفها ويسميها له "صديقة" ويناديها "يا صديقتي"، ويحلم بأن تهسهس شفتاها الجميلتان بنداء يتجه إليه هو يقول "يا صديقي".
أنت هذا الوهم، هذا المدى المسكون بالغوايات.
أنت درة يبتكرها التمني.
درة يبتدعها تلاعب الوهم بخيال يحلم بمستقبل أروع جمالاً، وابدع فيضاً وخصباً، مستقبل له بهاء طلعتك العربية الساحرة.
لكن، فديتك، دون هذا الوهم الجميل؟
كيف يمكن للعمر أن يمضي؟
وأي نكهة تكون لهذه السنوات الواحفة نحو الموت؟


6

فلتكوني، إذن، درة يبتكرها التمني، ولتكوني درة يبتدعها تلاعب الغوايات بخيال يحلم بمستقبل مضيء.
ودعينا نقدس هذا الوهم الجميل:
وهم أنك فريدة بين النساء
وإنك، بعذوبة لا تفوقها عذوبة، صديقتي.


* مجلة الكاتبة 1993

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى