خالد الدامون - كوكب الموتى..!

بعد ردح من النسيان أو أكثر ،
وبعد أن أرفرف سربا من الموت
سأولد بيد من تراب
وقدماي شتائل أغصان
تظلل قرية نمل في الظهيرة ،
بلسان من غبار
ألعق زجاج النوافذ المطلة على القبور
في الشرفات !

***

صوتي خفقان باب المقبرة في وجه الريح
في رواية قلبي، هزيز يتوغل في شعاب أرواح مغمورة
في الغياب،
أو جذر الثرى حين يحبو هامسا بالخصب بين شقوق الأعوام العجاف،
في القرى والمدن المسورة بالجدران المجروحة بالعدم!

***

وحدي والأطياف حولي
نزقة تلمع في مخيلة الزمن
الأرض منفانا الجماعي الجميل الذي نحبه،
ونكره بعضنا البعض،
لن تخدعنا الموت بالصمت والدموع..
سأطرح على التراب طويلا أسئلتي المسجاة بماء حزني، وبخورالميتافيزيقا ،
لا يهم إن لم ترد ..
الموت أجبن من صافر
أقل شأنا من شعرة في مفرق رأس طفل
تلقنه معلمته درسا في " إرادة الحياة"!

***

إن لم ترد
أنبش صمتها وأحلق
أنا الفنيق الآخر بجناح اللغة
إذ أخبو..أعتذر للنار والرماد
أبسط جناحي، أتجلى.. انمو
من حلمة المستحيل في ثدي الأبجدية!

***

الموت يخشى الحب..
أطياف العشاق حين تتعانق
حين تزهر شتائل خضراء على رأس رخامة شاهدة وتخطو الأسماء
كاللبلاب النزق
تقفز فوق السور
تاركة خلفها
سرداب الموتى !

***

أنا لن أنساك..
لن أنسى شالك الأزرق الذي انزلق من رأسك...
الذي طالما في رحلة الحب
طوق محيط النوارس في خصرك،
لن أنسى دهشتك تتلعثم ..
وأول لقاء موت بيننا !!


***

لن أدعك تقيمين في العدم مرة أخرى
سأدعوك لرسم لوحة مشتركة
على مزنة فيحاء
بصيرورة حدائق الأرض..
على مزنة حياة..جارة القمر!!


***

حين ننتهي من حفلة الألوان
نكتب المدى قبلة قبلة نكاية في العدم،
سأدعو ذاكرتك لتلتئم على مراياك القديمة
حيث كنت تفكين ظفائر الليل بغنج
الصباحات الفاتنة
وترقصين على باب قلبي حتى الفجر!!
وحيث كنت تلوحين
كلما سهرنا معا على سطح البيت نؤنس الغربة
في عيون النجوم،
لك كانت نجمة تعشقينها لا تغير موعدها
ومكانها في كبد السماء
ولي كانت سماء مختزلة أخرى في عينيك !


***

لنجمتك الأليفة
تقولين:
هذه السماء وجه آخر للمنفى، منفى الأشياء والأسرار
وتلك النجمة..نجمتي
في أحشائي طفلة القلب!
أضحك وتضحكين
أقول لك وهاته القصائد لمن؟
تقولين: هي الأحجار الصوانية
أسند لها تعبي وأحزانك
ونفقأ بها عيون الموت!!
أسل خيط نور من جبهتها
وننكفئ على شرارة أحجارنا
نهش بها على الكون
شرارات كأنها البدايات الأولى لكوكب جديد يتشكل من العدم..
كوكب الموتى..!!
-----------------------------

* خالد الدامون.

-------------------------------

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى