محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لحاء اشخاص وشرائح مدن مطبوخة بالطين

لحاء اشخاص
وشرائح مدن مطبوخة بالطين
وجسدان
يكنسان بعضهما
كلاهما ربيع الاخر
كلاهما شتاء في نفسه
هكذا
قرأت في اُذني
قصيدة عن الاوراق المنفلته بهزل متهور
ارادتنا
كائنين فضيين
من شهوة وصمت
ارادتنا كائنات دافئة
كسيجارة لا زالت ترتفع نبضاتها الدخانية
بينما المطفأة
تُحاول تعليمها فن الاحتراق ، كيف تحشو الربيع الآتي
كما تحشو الاناث
اجسادهن بالسمرة
او بالرجال الخاطئين
زغب ابيض نابت في حقيبة سرية
كشفرات حرب
زغب اسود على الصدر ، خُطى افواه متعحلة
زغب اخضر
بين الاصابع التي كتبت بالامس ، فوق فخذ فتاة خارجة من مصنع الاشجار ، كمنتج حديث ، مُبلل بالعصافير
هكذا قال الفِراش
عن امرأة نسيتُ اسمها
لكنني اذكر أنها حين نامت
انزلقت ارجل الليل من النافذة
تاركة الوقت معلقا
كحادث سير بين كلمات هشة
لا احد يعرف من مات
او لمح بقعة دم
لكنهم وجدوا قصيدة متورمة
وحرفا فقد سناً
اه
اعرف الآن لماذا لا يتزوج الشعراء عادة
أنهم لا يملكون ايدي ليطرقوا بها الابواب
هكذا
قالت اخرى
وهي تلف كسرى ليلة جافة ، في سروالها المُبلل بالاطفال
قالتها وهي تصفع الاطفال
اقصد الابواب الكثيرة
للغرفةِ الواحدة
كومة مفاتيح
منفضة سجائر ، قنينة عطر مدلوقة على طاولة
قلم محطم
رجل محطم ايضاً بين الملاءآت
صحيفة قديمة
ورم خبيث في كتف النافذة ، ذاكرة مدلوقة على الارض ، قميص معلق في مقبض الواحدة حزناً
امراة مدلوقة
فوق جسد رجل محطم بين الملاءآت
كومة مفاتيح
منفى
برد
شكوك
رب يراقب بمنظار من الخشب
رب يجلس على طاولة من الخشب
رب من الخشب
شاعر ما ، مدلوق في فرح مستأجر من بائعة ورد
يكفي لفتح قنينة خمر
والحديث عن النساء الشقراوات
وعن المدافن غير المرصعة بحداد
اقمصة تحتانية على الارض
جسدان محطمان مدلوقان على السرير
يد ما تطرق الباب
يجمعان انفسهما سريعاً
من فرط الاستعجال
هي تحمل قلبه
هو يحمل فمها
هي تهرب من النافذة
هو يفتح الباب
هي تكتشف طريقة للوصول الى ما تبقى من جسدها سالمة
هو يكتشف ان لا شيء خطر
هي الريح حركت اللحظة
ليحدث هذا الاستبدال المتعمد
امراة ما سارت
في الماء ولم تغرق
لم تُعمد نفسها كنبية ، قالت انها نسيت كيف تسبح فحسب
هكذا قال البحر
طائر ما فر من الاسر
دون أن يكسر قُفلا
لم يكن الامر يحتاح الى ذكاء
لقد مات
الوطن تم كنسه صباحاً كما قال الماغوط
كان في الصحيفة التي نعت ضحايا الحرب
و لم تذرف قطرة حبر
لصالح قطتي
هكذا تكون الخيانة في ذهن الصغار
في ذهن ابنة اختي ربما
كم اود لو كنتها الآن
في القطار يتعلم الشاعر كتابة الشعر
وفي المقهى تتعلم المرأة
لان الرجل ، وظيفته ان يرحل
والمراة أن تراقب القهوة تبرد
وبقايا الاشخاص
سيثرثرون حول حقوقهم / او حقوقهن
ولكن لا احد سيدفع تذكرة القطار ، سيدفع الشاعر من دمه
ولا احد سيدفع ثمن القهوة
سيدفعها بالانابة عنها ، الليل الوسيم الذي يتوعدها
لا احد سيدفع ثمن هذا الاحتراق
لكننا سنجد الرماد
لأن حياتي ربما
تشبه شخبطات امراة في الاربعين
شعرت بالخجل من الاعتراف ، بأنها لم تعد تصلح للشعر
لأنها لم تجرب أن تقود حرباً ضد نافذة
ولم تخلع ثوبها قط
سوى لصالح الدش
لقد فاتها أوان الشعر كما قال بوكوفسكي ، بامكانها ان تجرب ان تصبح طائر
مهام جديدة

عزوز
  • Like
التفاعلات: ليلى ناسمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى