سعيد العليمى - فى أوهام الثوريين ( من روزنامة الثورة )

حين يكون لدينا خارطة الطريق هذه - وحين يكون لدينا هذا الاعلان الدستورى - وحين توضع ثورة يونيو بوصفها ضد نكسة يناير ( مع الاستبعاد الكلى لأهداف الثورة ) - وحين يخرج الفلول من كل بالوعات مصر متحدثين عن الثورة مثلما يتحدث الاخوان عنها فى اعتصاماتهم فيختلط الحابل بالنابل -- وتقوم لجنة مختارة بترقيع دستور مرفوض , وحين تفتقد القيادة الثورية الراديكالية - وحين يكون الحامل الاجتماعى هو طبقة اجتماعية متذررة بينما " قادة " الطبقة العاملة يجردون " طبقتهم " من سلاحها الاضرابى ويحمون أنفسهم من النقد بوصفه "اهانة" فليس لنا أن نتوقع الكثير . ضعوا رئيس الملائكة جبريل وزيرا فى حكومة الببلاوى ولن يستطيع أن يفعل شيئا للشعب لأن سياسة الوزارة ورئيسها هى ذات سياسات الليبرالية المتوحشة ( حكومة تكنوقراطية ؟؟؟ !!! ) . أوان الشعب لم يحن بعد ويتطلب استيعاب دروس الثورة واستخلاص نتائجها لتطبيقها فى الصراعات المقبلة . لكن الراهن هو مرحلة لابد منها حتى يتجاوز الشعب هؤلاء " الرموز مثلما تجاوز الاخوان بعد ان عرفهم وخبرهم وتجاوز المجلس العسكرى قبلهم ( وان كان فى حاجة لتأكيد هذا الدرس الاخير بعد الاوهام الأخيرة التى راجت ) أما ماذا يمكن أن يفعل ابو عيطة بوصفه وزيرا للعمل بشأن الحدين الاقصى والادنى للاجور وقانون الحريات النقابية والافراج عن العمال المقبوض عليهم فى قضايا التظاهر والاضراب فالواقع أن : الوزير ملزم بسياسات الوزارة ككل . والوزارة ككل ملزمة بسياسات الرئيس. والرئيس واجهة ملزم بسياسات المجلس العسكرى. والمجلس العسكرى ملزم بحكم كل روابطه الاقتصادية والسياسية والعسكرية بسياسات الطبقة الرأسمالية الكبيرة التى ينتمى اليها بكل اوضاعها التابعة ونهجها الليبرالى المتوحش . فماذا يستطيع ابو عيطة ان يفعل غير ان يكون ديكورا ومبررا لسياسة فى جوهرها كانت وستظل معادية لمصالح الطبقة العاملة والجماهير الشعبية مالم يتواصل النضال العمالى ويتصاعد ؟

10 أغسطس / آب 2013 .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى