يعقوب الشوملي - والأدباء أيضًا

وُجهت دعوات إلى الحكومة لانتداب من يمثل الحركة الأدبية في الأردن، لحضور مؤتمرات أدبية عقدت في لبنان وسورية، في العراق والكويت، وفي مصر وتونس والمغرب ومنها دعوات تجاوزت القارتين.
ولم تجهد الحكومة نفسها كثيرًا لانتخاب الممثلين. أوفدت بعض موظفيها، ومعظمهم رشحوا أنفسهم، والمثل يقول: اللي في إيدو المعلقة ما بجوع.
وأنا أتساءل هنا: ألا يوجد أدباء في الأردن بمستوى هؤلاء وأولئك؟ هل تقتصر الحركة الأدبية على أصحاب المناصب والمراتب والرواتب؟
أنا أتّهم الأديب نفسه، وأقرّر أنه السبب في هذا الإهمال .. فالحلاّق له نقابة، والعامل له نقابة، أمّا الأديب ـ فلا أب له ـ فهو مقطوع من شجرة.
لو كان لنا نقابة، لحصرت بها الدعوات، واقتصرت عليها الوفود، وما دام القط غائبًا، فالفأر يلعب على خاطره.
الأدب ثروة يملكها الشعب كله، والشعب غير قاصر، فيه أصحاب مواهب، فيه من يشار إليه بالبنان في حلبة السبق، و بينهم من له القدح المعلّى وله وزنه في العالم العربي بطوله وعرضه.
قد يقال أن الدعوات وصلت إلى الحكومة، وكان من حقها أن تفعل ما فعلت، وأنا أقول نحن إخوان، والمثل يقول ـ إن كنتم إخوانًا فتقاسموا ـ واحد منكم وواحد منا، على الأقل لنشاطركم المسؤولية.
أدباؤنا الرسميون تولوا الوصاية علينا سنين طويلة وماذا كانت النتيجة؟ النتيجة أن بلدنا أصبح سوقًا لكل كاتب وكتاب، بينما الأدب الأردني لم يسمع به أحد. هيّئوا الفرصة لنا، لنظهر على الشاشة لنتصل بالناس، لنجتمع بالأدباء، لنأخذ حظنا مرة واحدة، هذا الحق الذي أغدقه الأدباء الموظفون على أنفسهم أعوامًا طويلة.

06.03.1966
فيتونجي ـ يعقوب الشوملي


* منشورة في جريدة الدستور بتاريخ 06.03.1966 عن الحركة الأدبية في الأردن. قد تطابق هذه الحالة الوضع الثقافي والأدبي الراهن في أكثر من دولة عربية.
أعلى