أمل الكردفاني- تاريخ القانون الصيني من الأخلاق للإعدام الجماعي

بدأ القانون الصيني بما يسمى ب(Li)، كانت (لي) مجرد طقوس أخلاقية لعبادة الأرواح وتبجيل الصغير للكبير، والزوجة لزوجها والابن لأبيه..الخ، بمعنى أنها كانت تعاليم أخلاقية. بمرور الأزمنة، ونحن نتحدث عن 1600 قبل الميلاد وما بعدها، بمرور الزمن، استطاع الأباطرة تعضيد ملكهم عبر تلك الطقوس وحولوها لقانون يعاقب عليه. واضافوا لها، تراتبية هيكلية، اي أصبح الامبراطور مبجلاً حد القداسة، وعلى الوزراء احترامه وكذلك على الشعب احترامه، كما أن على الابن احترام الأب، والزوجة احترام زوجها..الخ. ولكي تكون ملزمة أضيفت لها عقوبات. من ضمن العقوبات أنه لو انتهك الاحترام والتبجيل، فستوقع العقوبة على الفاعل ووالده وابنه، وليس هو وحده فقط، فمن يتمرد يتم قتل والده وابنه وقتله هو أيضاً، نسبة لأن انتهاك قاعد الاحترام يعني أنها خطأ من تربية الأب وستورث للإبن. نسبة لكل ذلك ظهرت حركة جديدة تسمى القانونية Legalism كانت في البداية تتحرك في اتجاه المساواةأمام القانون وعدم اهتمامها بالأخلاق (أصبحت سمعة الأخلاق سيئة بسبب LI)، فتم قمعها، ولكنها كانت ذات فائدة للأباطرة، فتم بعد ذلك دمجها مع Li وهكذا تم تكريس القانون الصيني بأكمله (الاخلاقي Li + الوضعي Ligal) لحماية الحكام.
لذلك دعم الأباطرة كونفيشوس والكونفيشوسية، لأنها كانت تدعوا لاحترام التراتبية (امبراطور، وزراء، قواد، الشعب من العامة) فاندمجت تعاليمها بال Li وبالقانون.
وهكذا يؤكد لنا التاريخ صحة نظرية الصراع الماركسية، وديالكتيك هيجل. مع ذلك فإن هذا الصراع الانساني، كان السبب الأساسي في:
- ظهور القانون بمعناه الحديث.
- ظهور النظريات السياسية.
- ظهور الملكية الخاصة.
- تطور التكنولوجيا العسكرية ومن ثم التكنولوجيا المدنية المتفرعة من العسكرية.
ولا زالت نظرية الصراع تثبت وجودها يوماً بعد يوم. وتؤكد أن تطورنا البشري مرهون بالمشاعر السلبية تجاه بعضنا البعض وليس الخير كما تروجه المسلسلات الرومانسية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى