د. محمد سعيد شحاتة - تجليات الأنا في ديوان ذاكرة منسية للشاعر أحمد حسن عوض

يتخذ ديوان (ذاكرة منسية) للشاعر أحمد حسن عوض منذ البداية الثنائية الضدية آلية اشتغال، وقد بدت تلك الثنائية واضحة على المستويين اللفظي والمعنوي، وتجلى ذلك منذ الألفاظ الأولى في الديوان، وهي العنوان؛ فمن الملاحظ أن العنوان يتكون من لفظين: الأول ذاكرة، وهو اسم فاعل من الفعل الثلاثي ذكر، والثاني منسية، وهو اسم مفعول من الفعل الثلاثي نُسِي، ومن المعروف أن اسم الفاعل عكس اسم المفعول؛ فاسم الفاعل يدل على من قام بالفعل، واسم المفعول يدل على من وقع عليه الفعل، ومن الواضح أن كليهما ينتميان إلى دائرتين دلاليتين متضادتين، دائرة اسم الفاعل ودائرة اسم المفعول، أي القائم بالفعل والواقع عليه الفعل، أي المؤثر والمتأثر ، ثم تأتي الثنائية الضدية الثانية، وهي ثناية التذكر والنسيان؛ إذ نجد اللفظ الأول/ ذاكرة قد حمل معنى التذكر، واللفظ الثاني/ منسية قد حمل معنى النسيان، وهما معنيان متضادان أيضا، ومن ثم فإن العنوان يشتمل على ثنائيتين ضديتين، وإذا عرفنا أن العنوان مفتاح تأويلي مهم، وعتبة الولوج الأولى إلى عالم النص، ودسائسه غير الممكنة فإن هذا يعني أن الثنائيات الضدية سوف تتغلغل في الديوان بصورة عميقة وتتحكم في دلالاته، وتحكم حركة المعنى فيه، إن الديوان ينبئنا منذ البداية أنه سوف يتحرك في إطارين: الإطار الأول هو اسم الفاعل واسم المفعول، أي المؤثر والمتأثر، والإطار الثاني هو التذكر والنسيان، ومن الملاحظ أن كل إطار من هذين الإطارين ينتمي إلى دائرتين دلاليتين متضادتين سوف تتحكمان في تشكيله، ولكن الإطاربن يتعانقان في جديلة واحدة هي الرؤية الفكرية التي تتخفى خلف شبكتيْ العلاقات اللغوية والعلاقات البلاغية المنسوجتين بعناية كبيرة في الديوان.
على أنه من الملاحظ مصادرة الدائرة الدلالية الأولى في كل إطار لحساب الدائرة الدلالية الثانية، فمثلا في الإطار الأول نجده يشتمل على دائرتين دلاليتين هما اسم الفاعل واسم المفعول، واسم الفاعل يعبر عنه لفظ (ذاكرة) واسم المفعول يعبر عنه لفظ (منسية) وهنا نجد أن الذاكرة نُسيت، فصادر اسم الفاعل/ ذاكرة الدالة على من قام بالفعل، أي المؤثر لحساب اسم المفعول/ منسية الدالة على من وقع عليه الفعل، أي المتأثر، وإذا ذهبنا إلى الإطار الثاني/ التذكر والنسيان فإننا نجده صادر التذكر/ الدائرة الدلالية الأولى لحساب النسيان/ الدائرة الدلالية الثانية، ومن الملاحظ أيضا أن مجيء اسم المفعول (منسية) من الفعل المبني للمجهول يضعنا أمام مشروعية السؤال عن الفاعل الذي نسي تلك الذاكرة، وهنا نذهب إلى أسباب حذف الفاعل؛ لتبرير استخدام اسم المفعول المصوغ في الأساس من الفعل المبني للمجهول.
ومن الملاحظ أن العنوان قد جاء جملة اسمية بسيطة مكونة من مبتدأ وخبر، وقد حذف الطرف الأول من هذه الجملة، وهو المبتدأ، وللمتلقي أن يلاحظ أن المبتدأ يمكن أن يكون أكثر من لفظ، وبالتالي أكثر من حقل دلالي، فمن الممكن أن يكون المبتدأ المحذوف (أنا) فتصبح الجملة مكتملة (أنا ذاكرة منسية) وفي ذلك إشارة إلى الأنا الشاعرة، فيصبح الديوان كله تعبيرا عن الأنا الشاعرة المنسية وسط ركام الحياة وتقلباتها، وتفاعلات المجتمع وصراعاته، ومن الممكن أن يكون المبتدأ المحذوف اسم الإشارة (هذه) فتصبح الجملة مكتملة (هذه ذاكرة منسية) وهنا يصبح الديوان كله توصيفا للذاكرة المنسية، كأن الشاعر أراد أن يقول: هذه مواصفات الذاكرة المنسية وملامحها، ومن الممكن اعتبار العنوان مبتدأ لخبر محذوف، واعتبار العنوان مبتدأ لخبر محذوف مع أنه نكرة يبرره وجود الصفة؛ ذلك أن المبتدأ (ذاكرة) نكرة موصوفة، كما جاء في التنزيل (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى) ويكون الخبر في هذه الحالة أكثر من دائرة دلالية أيضا، فمن ذلك (ذاكرة منسية تعبر عن نفسها) وفي ذلك يكون الديوان تعبيرا للذاكرة المنسية عن نفسها، أي بوح الذاكرة المنسية، وهنا يكون النسيان ناشئا من تجاهل الآخرين لتلك الذاكرة، وهذا يطرح أكثر من تساؤل حول أسباب نسيان هذه الذاكرة، وهل هو نسيان حقيقي أو تناسٍ؟! أي تجاهل، وما أسباب ذلك؟ حيث إن العنوان لم يذكر الفاعل، أي الذي نسي تلك الذاكرة، أو تجاهلها، وجاء اللفظ مصوغا من الفعل المبني للمجهول (منسية) أي وقع عليها النسيان، أو التجاهل.
إن اختيار الشكل اللغوي للعنوان اختيار معبر عن دلالات الديوان ورؤيته، وهو ما أشار إليه عبد القاهر الجرجاني بأن الهدف من الكلام ليس مجرد نظم الكلمات بجوار بعضها ولكن تناسق الدلالات، يقول (ليس الغرض بنظم الكلم أن توالت ألفاظها في النطق بل أن تناسقت دلالتها وتلاقت معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل، وكيف يتصوَّر أن يُقْصَد به إلى توالي الألفاظ في النطق بعد أن ثبت أنه نظم يعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع بعض وأنه نظير الصياغة والتحبير والتفويف والنقش، وكل ما يقصد به التصوير، وبعد أن كنا لا نشك في أن لا حال للفظة تعتبر إذا أنت عزلت دلالتهما جانبا) (دلائل الإعجاز، تحقيق محمود محمد شاكر، ص 50) ومن حيث التكييف البلاغي فإن العنوان قد جاء جملة خبرية، وقد اُسْتُخدِم الأسلوبُ الخبري في شكله الابتدائي الذي يكون فيه الكلام خاليا من التوكيد، وهو ما يدل على أن المتلقي خالي الذهن متقبل للخبر دون شك أو إنكار، وسوف نتعرض لتحليل ذلك لاحقا. إن العنوان يضعنا مباشرة في بؤرة الرؤية الفكرية والتساؤلات المشروعة التي يطرحها الديوان بنصوصه المتنوعة، والمنحازة للفعل الإنساني، والمعبرة عن النفس البشرية في تموجاتها المختلفة وتضاريسها المتنوعة، وأنفاسها المتلاحقة صعودا وهبوطا؛ لترسم صورة للأنا الشاعرة/ الذاكرة المنسية، وتعبر عن خطوط ملامحها المحفورة بعناية في الديوان.
وعلى المستوى التكويني للديوان نجده يبدأ بنص يسمى (مفتتح) وهو من العنوان يشير إلى أنه البداية، أو الافتتاحية التي سوف ينبني عليها ما يأتي بعد، يقول (الديوان، ص 7):
سأسري نحو همس النور
لا ليلٌ سيؤنسني
ولا الصمتُ الطويلُ!
تعبتُ
من انتظار الياسمين لشرفة الفرح المطلِّ
على فضاءٍ ليس لي
فأنا الرحيل!
ومن الملاحظ أن البداية تحمل من الإرادة والتصميم/ما يدل على الفعل، والقرار الذي لا رجعة فيه ما نراه من خلال اللفظ المختار في البداية (سأسري) واستخدام السين يدل على السرعة، على عكس ما إذا استخدم (سوف) الدالة على التراخي، أي وجود فترة زمنية بين القرار وتنفيذه، ويزداد الشعور برغبة الأنا الشاعرة على التصميم بتنفيذ قرارها من خلال قولها (لا ليلٌ سيؤنسني/ ولا الصمت الطويل) أي أنها ستمضي نحو هدفها رغم العقبات التي يمكن أن تواجهها، ثم تبرر قرارها وتصميمها بالقول (تعبتُ من انتظار الياسمين لشرفة الفرح المطل على فضاء ليس لي) وهنا نلاحظ أن النص ينبني في الأساس على الثنائية الضدية؛ فهو يشتمل على صورتين للأنا الشاعرة، الصورة الأولى هي صورة الحسم (سأسري نحو همس النور) أي الرغبة في الخلاص من معاناتها، وهي تذكرنا بالدائرة الدلالية لاسم الفاعل، أي المؤثر والقائم بالفعل، والصورة الثانية هي صورة الإنسان المنتظر للفرح الذي سيغمر فضاء، وهو يعلم أن هذا الفضاء ليس له، وهي تذكرنا بالدائرة الدلاليةلاسم المفعول، أي الإنسان الواقع عليه الفعل؛ فهو ليس له أي تأثير سوى الانتظار، وإذا كان الانتظار فعلا في حد ذاته، ولكنه في الحقيقة تعبير عن عدم الفاعلية، أي التأثر وليس التأثير، يدل على ذلك قوله (فضاء ليس لي)، هي – إذن – صورة الإنسان الحاسم/ سأسري، وصورة الإنسان الآمل في الحصول على شيء ليس له، فهل ستتخذ الأنا الشاعرة قرارها فعلا؟! ونلاحظ مصادرة الفعل/ سأسري لحساب الانتظار، أي مصادرة الجانب الإيجابي لحساب الجانب السلبي، وهو ما يتوافق مع دلالات العنوان التي أشرنا إليها سابقا، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فإذا انتقلنا إلى نهاية الديوان نجده ينتهي بنص عنوانه (عودةٌ مُغادِرةٌ) ومن الملاحظ أنه يشتمل أيضا على ثنائية ضدية؛ إذ يشتمل على لفظين، هما ( عودةٌ) الدالة الرجوع، أما اللفظ الثاني فهو (مُغادِرةٌ) وهو يدل على المغادرة، وكان يمكن أن نعتبر لفظ (مغادرة) دالة على شخصية كانت قد غادرت ثم عادت لولا أن الشاعر ضبط اللفظ ضبطا بنائيا لا يترك للمتلقي فرصة؛ إذ ضبطه بتنوين الضم(مُغادِرةٌ)؛ ليكون بذلك صفة للفظ (عودة) ومن ثم تصبح العودة هنا هي التي كانت مغادرة، وفي ذلك دلالة على حالتين متضادتين، هما (العودة – المغادرة) فينبني العنوان أيضا على ثنائية ضدية متوافقا بذلك مع البناء الذي قام عليه عنوان الديوان، ولذلك قلنا في البداية: إن الثنائية الضدية تتغلغل في الديوان بصورة عميقة وتتحكم في دلالاته، وتحكم حركة المعنى فيه، وإذا كنا تحدثنا عن نص الافتتاح، وقلنا إنه يحمل الإرادة في الخلاص فإن نص الختام (عودة مغادرة) يأتي ليحمل لنا الوجه الآخر؛ إذ يقول (الديوان، ص 85):
في الليل هنالك
عند فضاء يرنو للنغمات
تستيقظ روحٌ
تتهجَّى ما فات العالم
من لفتات
وتحاور ظمأ يستجلي نبعًا للصمت الكامن في أوردةٍ
كانت تنبض بالهمسات
هي روح الراعي
حين تهيَّأ للكلمات
هنا نستطيع أن نقول إن ما كان رغبة من الأنا الشاعرة في مفتتح الديوان/ سأسري، لم يكن سوى أمنية يائسة لا تملك القدرة على التحقق؛ ففي البداية أشار النص بقوله (هنالك) مستخدما اللفظ الدال على الإشارة للبعيد (هناك) مضافا إليه اللام الدالة على زيادة البعد، فأصبح (هنالك) وهذا يعني أن ما تتحدث عنه الأنا الشاعرة موغل في البعد، ثم يتبع ذلك القول (عند فضاء يرنو للنغمات) فإذا عرفنا أن الفضاء ليس ملكا للأنا الشاعرة، وهو ما عبرت عنه في المفتتح (تعبتُ من انتظار الياسمين لشرفة الفرح المطلِّ على فضاءٍ ليس لي) وإذا أضفنا إلى ذلك (يرنو للنغمات) أي أنه ليس فاعلا عرفنا أنها حالة من السلبية، أو فوات الأمنيات، وهو ما عبَّر عنه النص فيما بعد (تتهجَّى ما فات العالم من لفتات – كانت تنبض بالهمسات) على أننا نلاحظ هنا التصريح بتلك الذاكرة التي نُسٍيت، وهي روح الراعي (هي روح الراعي حين تهيَّأ للكلمات) فالذاكرة هنا هي روح الراعي، فمن يكون الراعي إذن؟! هنا لابد من العودة إلى الديوان لاستجلاء هذه الإشارة فإذا بنا نجد نصا بعنوان (كراعٍ قديم يستنبت عشب الكلمات من صحراء الصمت) ونلاحظ أن العنوان هنا اشتمل على عنصرين (قديم – يستنبت) وكذلك (عشب – صحراء) فتعود الثنائية الضدية مرة أخرى تتحكم في الدلالة، فهذا الراعي يحاول استنبات العشب في صحراء الصمت، والفعل (يستنبت) جاء على صيغة (استفعل) الدالة على طلب فعل الشيء، مثل استعلم، أي طلب العلم، فهل كان الراعي يقوم بالعمل/ استنبات العشب، أو يطلب من غيره القيام بهذا العمل؟ هنا نعود إلى ثنائية اسم الفاعل واسم المفعول، أي المؤثر والمتأثر، أي القائم بالفعل والواقع عليه الفعل، فإذا ذهبنا إلى النص نفسه وجدناه ينبني على الثنائيات الضدية، يقول (الديوان، ص 17):
هل للراعي أن يتهيَّأ للكلمات؟
وهل للرمل يقينٌ
يورق في الفلوات؟
أم ما زال العشب بريقا
يومض ثم يزول؟
والأشجار سرابا يصمتُ
ثم يقول؟
وسوف نتوقف أمام النص في حديثنا عن حركة المعنى في الديوان، ولكننا هنا نحاول استجلاء عمل العنوان الذي يتغلغل في الديوان بصورة عميقة ويتحكم في دلالاته، ويحكم حركة المعنى فيه، وإذا انتقلنا إلى الإهداء وجدناه يقول: (إلى الصديقين الشاعرين: وائل السمري وجمال فتحي ... خطىً باتساع طريق قديم أودعناه ملامحنا) وهنا نجد الإهداء أيضا ينبني على الثنائية الضدية، فالعنصر الأول من الثنائية يمثله الشاعران وائل السمري وجمال فتحي، وهما شاعران شاخصان في الزمن الحاضر، ولكنهما أيضا شاهدان على العنصر الثاني من الثنائية الضدية وهو الماضي المشار إليه بالطريق القديم الذي يحمل الملامح للجميع: الشاعر وصديقيه (ملامحنا)، وقد عبَّرت الأنا الشاعرة عن الماضي بلفظين واضحيْ الدلالة (قديم – أودعناه) فاللفظ الأول/ قديم دال على الماضي من حيث صفته/ القدم، واللفظ الثاني/ أودعناه دال على الماضي من حيث كونه فعلا ماضيا لفظا ودلالة، على أن ألفاظ الإهداء نفسها (خطىً باتساع طريق قديم أودعناه ملامحنا) تحمل عنصرين مهمين للولوج إلى عالم النص، هما (طريق قديم – ملامحنا) فالطريق القديم قد يشير إلى الحياة التي عاشتها الأنا الشاعرة بصحبة الصديقين الشاعرين، وما صاحب ذلك من أحداث كان لها تأثير في تشكيل العنصر الثاني وهو (ملامحنا) وهذان العنصران (طريق قديم – ملامحنا) ينقلانا من الدلالة المباشرة إلى الدلالة المجازية؛ فلا يمكن أن يكون الحديث عن طريق بالمعنى المباشر للفظ، ولكنه تعبير مجازي عن العمر وما تضمنه من أحداث، ولا يمكن أن تكون هذه الأحداث سطحية عابرة؛ لأن الأحداث السطحية العابرة لا يمكن أن تشكل ملامح مميزة لشاعر، ولكنها أحداث مؤثرة جعلت الشاعر يتخذ مواقف محددة، ويتجه إلى انحيازات فكرية وجمالية معينة جعلت ملامحه متشكلة بطريقة تميزه عن غيره، وهذا يدفعنا إلى الحديث عن تلك الملامح، فهل هي الملامح التي وردت في الديوان؟ ومن ثم يمكن استجلاؤها من خلال قراءة الديوان ونصوصه المختلفة؟ وهذا يدفعنا إلى نقطة البداية، وهي الذاكرة التي تحدث عنها العنوان، فهل الذاكرة تحمل ملامح الأنا الشاعرة، أي أن الذاكرة المنسية هي تسجيل للملامح التي تشكلت عبر الطريق القديم الذي كان الصديقان الشاعران شاهدين عليه، ومن ثم تصبح الذاكرة هنا هي ذاكرة الأنا الشاعرة، وما ورد في الديوان من نصوص هي الأحداث التي تعرضت لها الأنا الشاعرة وكانت ذات تأثير في تشكيل رؤاها الفكرية وانحيازاتها الجمالية، على أن لفظ (أودعناها) الوارد في الإهداء قد يؤكد ذلك؛ فهو يشتمل على ثلاثة عناصر: الأول الشاعر وصديقاه، والثاني الطريق/ الذاكرة، والثالث الملامح، ويصبح الراعي الوارد في الديوان هو الشاعر نفسه الذي يرعى مكونات هذه الذاكرة/ الملامح، وهنا يمكن القول بأن المنسية ليست الذاكرة في حد ذاتها، ولكنها البدايات والأحداث التي تشكلت منها الملامح، وقد أودعتها الأنا الشاعرة ذاكرتها وأغلقت عليها، فلا أحد يعرفها سوى الشاعر نفسه وصديقيه، وهنا تصبح نصوص الديوان انفتاحا على هذه الذاكرة والتشكلات الأولى للملامح التي دفعت الأنا الشاعرة إلى رؤى فكرية معينة وانحيازات جمالية محددة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى