أ. د. عادل الأسطة - يوميات عيد الحب (الفالنتاين)

١٤ / ٢ / ٢٠٢٣
" أنا ثابت : هل تتذكرني ؟ "

خبر الصباح الأبرز كان عن محمود ماجد العايدي شهيد مخيم الفارعة الذي كان في طريقه إلى العمل ، ففتح جنود أبناء شعب الله المختار النار على السيارة التي كان يستقلها . الإصابة في الرأس وكانت خطيرة وأدت إلى الوفاة ، وهكذا لم يكمل الشاب يوم عمله ولم يكمل عامه الثامن عشر .
لم تعلن المدينة أمس الحداد ولا الإضراب ولا أعلنتهما اليوم . الشهيد أمس أمير البسطامي كان من نابلس وأخي مساء أخبرني أنه من أقاربنا ، والشهيد اليوم لاجيء ، وشهداء أول أول أول أمس ... إلخ من الأرياف ، وكل فلسطيني صار مشروع شهيد . الأمر ليس جديدا .
وأنا في شارع حطين التقيت بسفيرنا السابق في الجزائر ، فكدت أخلط بينه وبين ابن عمه كمال ؛ السفير فتحاوي وابن العم جبهاوي وأنا أعرف كليهما وأعرف ما يرويه الفتحاويون عن أبي عمار سليط اللسان عن مداعبة الأول :
- لا أنت أمين ولا أنت مقبول .
كان السفير مثلي ذابلا ويبدو أن السنين ألقت غبارها علينا .
أهي صدفة أن أبدا نهاري بالإصغاء إلى د. أسامة فوزي صاحب موقع " عرب تايمز " يتحدث عن بذاءة الأدباء العرب ومصادرها ، وألتقي بسعادة السفير . كأن هناك قوى خفية ترتب الأمور !
الصحيح أنني لست معجبا بالدكتور أسامة فوزي وطريقة كلامه . لعن سنسفيل ياسر عرفات ومحمود درويش وسليم بركات " أبو فانيلا " و ... و ... إلخ إلخ .
كنت وددت أن يقرأ الدكتور Jamal Juda رواية Afaf Khalaf " ما تساقط " ، ولا أعرف إن كان د. أسامة فوزي قرأها وقرأ رواية سامية عيسى " حليب التين " فبعض ما قال يتطابق وما ورد في الروايتين ، والكلام يطول .
وأنا في شارع النصر سلم علي أحد طلابي ممن درستهم في العام ١٩٩٦ وحدثني عن أسئلة الامتحان النهائي في المساق وكان أبرزها سؤال عن رواية " شرق المتوسط " لعبد الرحمن منيف . خلط ثابت فذكر أن أخت رجب أنيسة اسمها فاطمة ، وأنا صححته ، وصار يحدثني ويسأل ويحرك يديه يمينا وشمالا وأنا أكرر له عبارة أنصحه فيها بأن لا يتدخل في شؤون أخيه رداد إن كان يريد أن يحافظ على صلة الأخوة .
ثابت يعتقد أنه الوحيد الذي علمته في الجامعة وعليه فكيف أنسى أنه ثابت ؟ ولم أطرب لأنه مدح بساطتي وشعبيتي .
بعض طلابي الذين علمتهم غالبا ما يسألونني إن كنت أتذكرهم وأنا نسيت مم تكون إفطار هذا الصباح الذي أعددته بنفسي .
وأنا أتملص من ثابت وفضوله قلت له :
- إن التقينا غدا فلا تنس أن تعلمني باسمك . لا تنس أن تقول لي : أنا ثابت ! هل تتذكرني ؟
كان علي أن أشتري البندورة والخيار والموز ، فالسلطة والسلطة فقط هي أكثر ما يريحني من طعام ، على الرغم من أن الأهل والجامعة والأمن الوقائي والفصائل والسلطة - لا السلطة - ودولة أبناء العمومة والدولة المجاورة ، ما زالوا يرصدون حركاتي ويلاعبونني سيميائيا وأنا لا أشعر بالضجر .
من المؤكد أن ثابت سيقرأ هذه الكتابة وسيقرؤها سفيرنا السابق في الجزائر ولو كان أبو عمار حيا لأعلمه بها السفير .
وكل ( فالنتاين ) ونحن بخير ، وبعدد أقل من الشهداء الذين بلغوا اليوم ٤٨ - بنسبة شهيد وعشرة بالمائة لليوم الواحد .
مساء الخير
خربشات عادل الاسطة
١٤ / ٢ / ٢٠٢٣



خالد الرمحي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى