محمد بن لامين - أيها الولد..

:تقدمة/ إلى الصديق الشاعر فخري رطروط في أوج هجرته المتفتحة

.
لعلك تقول أين ذهب هذا الولد؟
أين يندفن عن ظاهر النظر
ويظل يحفر في تلابيب الأرض
وأودية السماء !
أخرق كما ينبغي
لا يرعوي
لا تغويه المواسم
ولا تفصله الفصول !
أراك ولا أدركك !
أذكرك آناء الحزن…
وأطراف اللعب على الورقة البيضاء…
سيد مرتبك يلاحق حروفه الهاربة !
الشعر فُلكُ الحائرين
إن لم ينجك
يضاحكك ببياض موجه الغامر !
لعل مناغوا ترتدي قماشها كله
لتروقَ لك مرة أخرى
وتنام ملء نهدها الوضَّاح !
أو أن المطر يسوق أشجاره
إلى حديقتك الفارغة
فأراك فاتحة النزهة
غارقاً في شمّ النسيم !
هناك عرف الشاعر
حجم حذائه
وجدّ الخطى نحو…….
محافظاً على إشارات المشاة !!!
لكنه كان
يغني فجأة
في محطات مترو الأنفاق…
لا تنتظرني أبدا
دعني أبرق فجأة
دعني أبرق
بحق هذه الظلمة المذهلة…
أيها الولد
لماذا لم تغسل يديك؟
وجهك؟
قدميك؟
خطاك؟
رؤاك؟
محطاتك؟
سخام الأنفاق؟
قف وانظر!
كم يبدو العالم مضرا !
أيها الولد
لأقمشة الإناث
رائحة شائقة للجسد الناتئ !
للسرير
صورة عذاب الوقوف..
للوسادة حناياها
الطرية الحالمة.
أيها الولد
جيفارا مات
البسطامي مات
لوركا مات
أحمد ياسين مات
كاشيرما مات
أيها الولد لكن
عاشت الكلمات..
أيها الولد
عاشت الكلمات
هذه الأرض
أيها الولد
صارت
طاحونة قديمة
راقت لها حمرة الدم
تمشي متوكئة على اسمها
مثقلة بضروب الزينة القبيحة !
ترانا ؟
سننعم بحرقة هذا الوجود
دون أن نتوسل بحياة الماء؟
لا عليك يا صديقي
سيخلص هذا العالم
إلى شيء آخر
غير ذاك الذي كان
يستغرقه طيلة الوقت !
تصعب علي
قراءة شعرك الفارد
هكذا يمل الحازن تلاوة حزنه
ويميل إلى النظر والابتسام
تعقب كل شيء
فلن تجد شيء….
هكذا لتعود أدراجك
نحو لسانك الصفر
أو
إلى تأتأة إليأس !!!


محمد بن لامين
ليبيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى