محمود سلطان - سافري إذن معي..

سَيّدَتِي..
مِنْ فَضلكِ اهدَئِي.. وأرجُوُكِ اسمَعِي
هَلْ تَقبَلينَ.. فِكْرةَ الرّحيلِ إنْ قَرَّرتُه
غدًا.. مَعِي؟!
لم يَبقَ منِّي غيرُ نِصفٍ مِنْ ضَميرْ
وَنِصفِ إحسَاسٍ وَبَعضِ أَدمُعي
حبيبتي..
ألَمْ تعِ..؟!
يَقتُلُني الظَنُّ.. وبَعضُ الظّنِّ حَقْ
مشْطُورَةٌ هويَّتي
في عَالَمِي المُروَّعِ
نِصفٌ أشُكُّ أنّه مِنَ البشرْ
وَمَا تَبقَّى لَنْ يَكُونَ غَيَر كَذّابٍ ـ هنا ـ ومُدَّعِ
لمْ يَبقَ بَينَ أضْلُعِي
غيرُ الّذي جَعلْتُ نِصفَهُ حَجرْ
ومَا تَبَقّى عَالقٌ وفي خَطرْ
حبيبتي ..
بِداخِلي يُبتَلعُ الإنسَانُ في تَوَحّشِي
والقُبحُ في تَوَسّعِ
أُريدُ إِنسَانيّتي
أُريدُ أنْ أشْعرَ بِالوَخْزِ وَبِالتّوجّعِ
هلْ مَنْ يُعيدُني إلى طُفُولتِي؟
مُدَلّلٌ مِنَ الجَميعْ
أصْرُخُ.. أصْرُخُ عِندمَا أجُوعْ
أخمِشُ وَجهَ مَنْ يُريدُ لُعبَتي
أعضُّ إِصبَعَ الّذي
يَفُكُّ "بَابيُونَةً" لِقِطّتي
هَلْ مَنْ يُعيدُني إلى صَحِيفَتِي
مُعارِضًا.. مُشَاغِبًا..
ومَنْ مَعِي
تَذوبُ مِنْ خَلفي نِعَالُ المُخبرينْ
تَذوبُ في تَتبُّعي
أنا.. هُنا.. لستُ أنا
أنا مبعثرٌ دمي.. بلا دمٍ
ومِنْ مُربّعٍ إلى مُرَبّعِ
فَلمْلمي بَقيّتي
نِصفي الّذي "إنسَانُهُ" نَجَى ولمْ يُشَيّعِ
وَمَا تَبقى مِنْ ضَميرٍ هاربٍ
مِنْ حَفَلاتِ البَترِ.. والإخصَاءِ.. والتَمَيُّعِ
فلملمي أجزاءَهُ
مِنْ عَتمةِ الغُلوِ والتّنطّعِ
وسَافري حبيبتي ـ إذن ـ مَعِي

القاهرة..
محمود سلطان في 26/2/2023

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى