رسائل الأدباء رسالة من محمد المخزنجي الى الدكتور أسامة عبد الرؤوف الشاذلي

د. أسامة.
قرأت ملحمتك البديعة " أوراق شمعون المصري" ، والآن أعيد الاستماع إلى المتاح من النسخة الصوتية. كما أقرأ ـ ببطء يطيل استمتاعي ــ معزوفتك " عهد دميانة". وأعجبني بما لايمكن إيجازه ــ تفسيرك ليأجوج ومأجوج كنهاية محتملة للعالم، وهي محاولة جادة وعميقة لتأمل ماهو روحي في ضوء المعرفة العلمية، وهذا توجه مقدر جدا لدي كمهتم بثقافةالعلم ومؤمن بتجليات الروح. وأعتقد أنك قدمت سيناريو علمي مبهر ودقيق وعميق المعرفة العلمية لنهاية كوكبنا الهش الذي يعبث به الغلاة من أحط البشر. باختصار أراك من الكتاب الذين ولدوا كبارا. إضافة للمحة يوحي بها لقائي الأول بنجيب محفوظ . لم أكن ممن يحيطون به، وعندما صدر كتابي الأول (الأتي) ، فاجأني تماما بمنحي بضعة سطور نادرة ضمن حديث موجز أدلى به لمجلة " عالم الكتاب"، برغم أنني لم أهده الكتاب. ذهبت لأشكره وأمضي، لكن جلستنا في الأهرام امتدت لأكثر من ساعتين، وقد سألني كيف أوازن بين الطب والأدب، فلخصت له حيرتي بالقول" أنا عامل زي جوز الاتنين، لما اروح لواحدة تخاصمني التانية" علق بضحكته شهيرة الجلجلة، ثم قال: " ماحدش نجح في الامتحان ده غير محمد كامل حسين وأحمد زكي ابو شادي". وأعتقد أنك الثالث، ويلفتني أن الدكتور محمد كامل حسين أستاذ جراحة العظام ودرته" قرية ظالمة"، يوحيان بتشابه كبير بينكما. مرحبا بتوازنك الجميل بين طرفي هذه المعادلة. مصر ولَّادة حتى في أحلك الظروف.
محبتي وتقديري وإعجابي.
محمد المخزنجي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى