يعقوب المحرقي - تهريب الذيل

كن غالبا ذيل أسد على أن تكون رأس كلب "
من كتاب(التلمود ) اليهودي
طويت صفحة البارحة ،
وضعتها فوق الاخريات ،
ختمت عليها بشمع الشوق وعسل العشق
وقرأت على مقلتيها سورة الاحلام ،
تاكدت بأن لا أحد يراقبك أو يبصبص
من شق النافذة او خلل الباب .
سلمت الورقة للصندوق وتركت الحبر يجف
وباب الصندوق مواربا ،
ذهبت لغسل جسمك بصابونة الصباح
التي ستطرد ثمالة نعاس الليل.
برهة وعدت إلى صندوق اوراقك :
لا اثر للورقة الجديدة
وبها خاتمة الحكاية ،
سألت الشمس وشيكة الشروق
والقمر ونجومه وهم يغادرون رقعةالشطرنج الزرقاء ، لم تجدالجواب ، استجوبت القطة ،
والكلب والببغاءفي سجنها.
يئست من الرد ، جلست تفطرعلى مضض ،
ترنحت الآمال وغادر التفاؤل بابك .
مرت سنون طوال لديك رأس الحكاية
وجسدها بلا ذيل ،
بحثت عن ذيل بأي ثمن ،
الحصان بكى لان ذيله ليس للبيع ،
الكلب عوى لان ذيله مقدس لا يمس ،
الببغاء ناحت لأنها بلا ذيل تصبح يقطينة ،
لم يبق سوى الصندوق
ارتعب من قطف ذيله للحكاية .
في هرج مر الناس وسابلة الطريق ،
وساكنو الحي القديم .
بعد سنوات من نشر حكاية اسميتها
( حكاية برأس وبلا ذيل )
أعتذر البطل على لسانك عن اختفاء الخاتمة.
سنوات أخرى اعدت طباعة :
( حكاية برأس وبلا ذيل ) .
هاجم القراء المكتبة بحثا عن الذيل ،
فانهدم الجدار وتساقطت الأرفف ،
لمع الذيل تحت الركام لكنه كان قصيرا ،
فاصدرت ملحقا للرواية وذيلته بالذيل المفقود ، واسميته (فاقدة الذيل) . وعنيت الرواية .
جاء قاريء غريب هوايته جمع الذيول ،
فاشترى كل نسخ الذيل وترك الرواية ،
بحث في السر ، باح الذيل بسره :
الببغاء السجين انتقم لحريته المفقودة بسرقة الذيل وتهريبه في منقار ببغاء لقيط حليف
إلى حيث الحرية .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى