محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - أنا الضباب اجمعي يديكِ لتقطفيني من أيادي الغيب

أنا الضباب
اجمعي يديكِ لتقطفيني
من أيادي الغيب
إن استطعتِ
أنا الهواء السام
اسير على حواف الحالمين بالبحر
اسممهم
برائحة الاعشاب البحرية
لكي يكفوا
عن انتظار
الحب
حين يأتي
من مُخيلة الضفاف
أنا السخام العالق
في جفن الحبيبة ليلاً
أوقظها
في منتصف البكاء لأستعرض أمام نوافذ النسيان
صوراً جريحة
عن الحبيب
وعن أشجار تميل بأُذنها في ذات قُبلة لتستمع
صوت التهام الأذرع الممتدة من فم الحبيب الغائب الآن
أنا الغناء بحنجرة المدفع
الذبابة التي أسقطت نمرود
العصا التي إستوت حيّة ، وأكلت نبيّها
الاستعارة التي حطمت عنق القصيدة ونامت مكشوفة المعنى لمطرقة الصعاليك
الجريمة الكاملة
كُشفت حتى قبل إن تحدث في حق اُنثى كانت قاتلتي الضحيّة
أنا السماء الثامنة
تلك التي أخفاها أحد الأنبياء ليهرب
حين يصرخوا فيه
" أقتلوه إنّه ساحرٌ مجنون "
هل تعرفين من أنا
انا الكل شيء في داخلي ، أنا اللا شيء في ذاكرة الأرض
وأنا الرسالة سيّئة الصيت
في ضمير المرسلين

محمد عزوز /السودان