محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - أمنيتي الأخيرة أن تلفظني القُبور

امنيتي الأخيرة أن تلفظني القُبور
لأنها تعاني من الحساسية اتجاه لحم الشعراء المهزومين
وأن اُدفن بين اثدائك
تتقبلني
بشهوتها المتقدة مثل الاذعان
هناك
في المضيق الاسمر
المُفضي نحو شراك الغجر المجازيين
الذين ملوا الترحال
وسكنوا النساء المُنكسرات كمُدن زنجية احنت اشجارها للطائرات
هناك
حيث يُمكنني اخيراً
أن ألعب الغميضة مع البحر
اختبئ في الرمال
فاصبح رمالا
تاركاً البحر في حيرة من الماء
هناك حيث يمكنني أن اكف عن التشرد
واخرج صباحاً
ببنطال محاك من اشعة الشهوة
اعبر بالسُرة وحتى الورك
واقود صراعي مع الغزلان الهاربة، من قطيع الاعشاب الجائعة للحوافر المُسالمة
امنيتي الاخيرة
أن تلفظني القبور
كما يلفظ جنرال ذو قضية مُدماة
امام كتائب الاعدام
بصقته الاخيرة
بصقته التي هي اظافر مخلوعة، ونساء مرعوبات، ورسائل لجنود لم تصل
لنوافذ الخطيبات
كما يلفظ الرب
حيرته
في فم الانبياء
الذين يلفظون هم الاخرون حيرتهم في السيوف والمعابد، واجساد النساء
اريد أن تلفظني المقبرة
بعد أن تتنهد
وتتقأ عناوين طلقات
وأن اُدفن في فمك
لسانك الحار، يدغدغني كطفل في ريعان ضحكاته
لعابك القرنفلي، يُعطرني، ويدلكني
كعريس يُعد لليلته السعيدة
وكلماتك الهائجة
على جسدي العاري، تمصني
تعضني
ثم تعمدني
للسان
قُتل في حادث كناية
ودُفن في حرف علة، دون علة

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى