محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - خذي ايتها الشتاءآت الطويلة هذا الربيع

خذي ايتها الشتاءآت الطويلة
هذا الربيع
لم اعد اؤدي دور الزهور
خذي أيتها السيدات الجميلات، هذا الفم
اصنعوا منه مذياعا
او علقوه على المشجب، ليخيف اللصوص ليلاً
او اصنعوا له غطاء
وحولوه لبرطمان، تدخرن فيه الملح والفلفل الحار
وجروحكن النابته في قبضة الليل
خذي أيتها الحروب، هذي النوافذ
فلا خطيبات في المدينة يترصدن العائدين بشغف من هناك
ويشاغلن سُعاة البريد
خذي ايتها الاقلام اصابعي، اقضميها، او ادخريها للندم
فلم اعد اكتب البرقيات
ورسائل اخيرة حول ماخطته ايد الموتى
في التلويحة الأخيرة
يخبرني حُراس الصباح
أنه خرج قبل الصباح ا
يحمل مصباحه اليدوي، وفرشاة اسنانه، وكفن اخضر
هل كان يمضي الى الموت في الظل
ام يدفن اخر قتيل، في ميدان الذاكرة
لم اعد اصلح
للركض حول الغيوم، حاملاً حقل الذُرة، مثل حملان وديعة
مبتعداً عن قطرات العطش، نحو قطرة عشب
ولا عنقي يصلح للسكاكين
بعد أن جمدته الانحناءآت والالتفات، نحو الجُثث المُخبئة
في مرآيا البيوت
ولا يصلح حتى للمقصلة
خذي
يا بيوتا خانتنا النساء في الليالي الباردة
داهمتنا بالنوافذ المُغلقة والكلاب، و صدى الغائبين
خذي كل جسد
جاءني من ظنون الكنب
و من بلادة العشب قُرب النهر
من حدود القصب في الحقول السعيدة
و من مكاتب اجهزة الحُزن
خذي
امرأة حين ضاعت عن ليلها
فتحت كتاب الرحيل
واستعارة سطر لا يقود الى اي شعرِ فرِح
خذي امرأة
جلست على حافة الكأس
ارتشفت من نعاسي المشاغب
عرق اخريات
خذي الحافلات التي تقل في كل ليلة
ليلة اُخرى
الى حافة المنفضة
حيث يتبعثر في الرماد
حيث تُدخنني اصابع دخيلة
حيث اصبح رماد
خذي ايتها المصابيح التي تترصد عوراتنا في مساء التنزه
وتواجهنا في نواصي الضحك
بقُبلة نُسيت مكشوفة في الليل
وانتهت في افواه الكلاب
خذي يا حياة
هذي الحياة، قروضك المُدخرة منذ سُرة وحليب
واعتقيني
لارجع الى سرتي
من أمهات اخريات
يجدن الاملاص، في الاتجاه السعيد

#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى