ذياب شاهين - قبورٌ تحت أيكِ السدرات

الرحمُ قبرٌ أولُ
نكبرُ فيهِ نتحركُ ونأنسُ
الجسدُ قبرٌ للروحِ
تقومُ قدماهُ
يزحفُ ويسيرُ ويلعبُ
يأنسُ للنومِ وللعشقِ وللجدلِ
لكنْ أحياناً يتذمّرُ
ليركبَ سرجَ حصانٍ
أو ظهرَ جملِ
أو مقعدَ سيّارةٍ
لكنَّ السيّارةَ قبرٌ وثيرٌ
على عجلاتٍ تمشي
فيمشي الشجرُ معها
وخطوطُ الشارعِ مسرعةً
تسابقُ قرقعةَ الريحِ
إلا أنَّ الإنسانَ عجولُ
ويحلمُ كالطيرِ
فيركبُ إيوانَ طائرةٍ
الطائرةُ قبرٌ طائرٌ
تهفُّ إليهِ الروحُ
تسبحُ فوق ثنايا الريح
جناحاها يلفان
إناثَ الغيمِ الباردةِ
الغيمُ قبورٌ للماءِ
وتماثيلُ دخان
بيضاءُ كنديفِ القطنِ
حيثُ الفرحُ والخوفُ
ووجه الله
لكن هل يكفي الإنسان
ليطيرَ دون جناحٍ
فيمتطيَ سَفَنَ البحرِ
السَّفَنُ قبورٌ ماخرةٌ
تفتضُّ صبايا الموجِ
الإنسانُ كان السرّةُ
المدى دائرة تلهثُ
حول ضفافِ الأفقِ
أما البيتُ
فلاا أجملَ منهُ
البيتُ قبرٌ ساكنُ
ننشدهُ شغفا ودلالا
آهٍ يا هذا الإنسان
لنَ تهدأ يوماً
لن تقفَ
إلا في آخرِ سكنى
قبر تحتِ فحيحِ الرملٍ
ووابلٍ ساقطٍ هطلِ
القبرُ بيتٌ أبدي
نسيرُ إليهِ بتؤدةٍ
دون شعور
القبرُ دارُ مَصير
وسكون

بابل- الأربعاء
26.05.2023
08:10 مساء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى